أفادت وكالة أنباء فارس الإيرانية، الجمعة، أن دوي انفجارات سمع قرب مطار مدينة أصفهان بوسط البلاد، وجرى تفعيل نظام الدفاع الجوي في إقليم أصفهان، فيما أكد التلفزيون الرسمي «سلامة» المنشآت النووية.

وتعليقاً على الهجوم، قال مسؤول أميركي لشبكة CNN، إن إسرائيل نفذت ضربة داخل إيران، وأضاف أن الهدف ليس نووياً.

وقال مصدر إسرائيلي لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، «استهدفنا قاعدة عسكرية قريبة من موقع نووي إيراني بأصفهان»، مشيراً إلى أن القاعدة المستهدفة في أصفهان خرجت منها مسيرات هاجمت إسرائيل، وأضاف المصدر الإسرائيلي للصحيفة بأن «الرسالة لإيران كانت واضحة وبإمكاننا ضرب مواقعهم النووية»، وأضاف «هاجمنا 9 أهداف في قاعدة جوية تابعة للحرس الثوري الإيراني».

أهمية أصفهان العسكرية والاقتصادية

تعتبر محافظة أصفهان الملقبة بـ«نصف العالم» من أهم المحافظات الإيرانية، إذ تدرج المحافظة ضمن أكثر خمس محافظات مساهمة في الناتج الإجمالي المحلي لإيران، بحسب بيانات مركز الإحصاء الإيراني.

وفي عام 2000، كانت المقاطعة تضم 6.5 في المئة من سكان إيران، و6.3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، و6.5 في المئة من إجمالي نفقات الأسرة، و6.5 في المئة من ميزانيتها ونفقاتها العامة.

وتعد محافظة أصفهان التي تقع وسط إيران موطناً لعدد من المنشآت العسكرية المهمة، بما في ذلك المنشآت النووية وقاعدة جوية رئيسية ومصانع مرتبطة بالطائرات المسيرة الإيرانية وغيرها من الإنتاج العسكري.

كما تضم المحافظة منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم التي بدأ بناؤها في عام 1999، وتقوم بتشغيل ثلاثة مفاعلات بحثية صغيرة زودتها بها الصين، فضلاً عن التعامل مع إنتاج الوقود وغير ذلك من الأنشطة للبرنامج النووي المدني الإيراني، ومن الجدير بالذكر أن هذه المنشأة قد تعرضت لانفجار في نوفمبر تشرين الثاني عام 2011.

وتعد أصفهان أيضاً موطناً لقاعدة جوية إيرانية رئيسية تضم الأسطول الإيراني القديم من طائرات (F-14 Tomcat) الأميركية الصنع – والتي تم شراؤها قبل الثورة الإسلامية عام 1979.

ولا تقل أهمية عن ذلك منشآت إنتاج الأسلحة الإيرانية في المدينة وما حولها، ففي أوائل العام الماضي، تم شن هجوم، أُلقي باللوم فيه على إسرائيل، على ما قيل إنه منشأة لإنتاج أسلحة متقدمة في المدينة.

ولا تقتصر أهمية أصفهان على قوتها العسكرية، إذ تعد المحافظة العصب الصناعي والتكنولوجي في إيران، وتشتهر أصفهان بمصانع إنتاج الصلب والبتروكيماويات والمنسوجات وتصنيع الأغذية وغيرها. وتسهم هذه الأنشطة الصناعية في المحافظة بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي الإيراني وعائدات التصدير.

كما تشتهر أصفهان بتاريخها الغني وتراثها الثقافي وهندستها المعمارية الفريدة من نوعها، وتعد المحافظة موطناً لمواقع التراث العالمي لليونسكو مثل ساحة الإمام (ساحة نقش جهان)، ومسجد الإمام، ومسجد الشيخ لطف الله، ما يجذب عدداً كبيراً من السياح المحليين والدوليين.

وتتمتع أصفهان بتقاليد حرفية غنية تم تناقلها عبر الأجيال. وتعتبر صناعة الحرف اليدوية مصدر دخل مهم للعديد من الحرفيين في أصفهان، فمن خلال إنشاء وبيع المنتجات اليدوية مثل السجاد والمنسوجات والسيراميك والأعمال المعدنية واللوحات المصغرة، يسهم الحرفيون في الاقتصاد المحلي ويدعمون سبل عيشهم.