انضمت هولندا، أكبر دولة أوروبية منتجة لتكنولوجيا الرقائق الإلكترونية المتطورة، إلى جانب الولايات المتحدة، في مواجهتها مع الصين.

وأعلنت هولندا، يوم الأربعاء، في خطاب أرسله وزير تجارتها إلى البرلمان، عن احتياجها إلى فرض قيود جديدة على المبيعات الخارجية لتكنولوجيا أشباه الموصلات لحماية أمنها القومي.

ستؤثر تلك القيود على الشركة الهولندية «إيه إس إم إل» القابضة، وهي أكبر شركة تكنولوجيا في أوروبا ومورد أساسي لأشباه الموصلات الضرورية لصناعة الرقائق الإلكترونية، إذ قد تعوق تلك القيود توريد أشباه الموصلات إلى صناع الرقائق في العالم، ومن بينها الصين.

يمثّل الإعلان أول تحرك عام من قِبل الحكومة الهولندية نحو تبني القواعد، التي دعت إليها واشنطن، لتقييد صناعة الرقائق في الصين.

وقال مصدر مطلع على المحادثات لشبكة CNN، إن اليابان شاركت أيضاً في مناقشات ثلاثية مع هولندا والولايات المتحدة، وذكرت وكالة رويترز أنه من المتوقع أن تصدر طوكيو تحديثاً لسياستها بشأن صادرات معدات الرقائق في أقرب وقت هذا الأسبوع.

الصين تتعهد بالرد

وقالت الصين، يوم الخميس، إنها تعارض بشدة القيود الهولندية الجديدة، التي جاءت بعد أشهر قليلة من فرض الولايات المتحدة قيوداً على مبيعات أشباه الموصلات إلى بكين.

ولكي تنجح قيودها في تأثيرها السلبي على صناع الرقائق في الصين، احتاجت أميركا التعاون مع موردين آخرين في هولندا واليابان.

واتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، دولاً بعينها على «إكراه وحمل دول أخرى على تقييد الصادرات ضد الصين على حساب مصالح حلفائها»، وقالت ماو «نأمل ألا تنساق هولندا خلف بعض الدول في إساءة استخدام إجراءات الرقابة على الصادرات»، وأضافت أن الصين ستتخذ جميع الإجراءات المضادة اللازمة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة.

وانتقد الزعيم الصيني شي جين، هذا الأسبوع، الولايات المتحدة بشكل مباشر، على غير المعتاد؛ إذ اتهم الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة بمحاولة تحجيم وقمع الصين، ودعا الشركات الصينية الخاصة إلى القتال، على حد تعبيره، إلى جانب الحزب الشيوعي في وقت مليء بالتحديات.

إحباط الآمال

كانت بكين وضعت خطة بأن تصبح الصين رائدة عالمية في مجموعة من الصناعات منها الذكاء الاصطناعي، وتقنية الجيل الخامس للإنترنت والحوسبة الكمومية.

إلا أن تلك الخطط واجهت عقبة كبيرة في أكتوبر تشرين الأول حين حظرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الشركات الصينية من شراء الرقائق المتطورة ومعدات صناعة الرقائق من دون تصريح، كما حجمت قدرة المواطنين الأميركيين على تقديم الدعم اللازم لتطوير وصناعة الرقائق في أماكن تصنيع معينة في الصين.

والرقائق منتج حيوي لإنتاج معظم الإلكترونيات الحديثة مثل الهواتف المحمولة والحوسبة المتقدمة والأسلحة، وتدخل في العديد من الصناعات الأخرى.

تصاريح للتصدير

يقع مقر شركة «إيه إس إم إل» في فيلدهوفن بهولندا، وهي شركة عالمية رائدة في إنتاج آلات الطباعة الحجرية التي تستخدم الضوء للطباعة على السيليكون، ولها عملاء مثل «تي إس إم سي» و«سامسونغ» و«إس إم آي سي»، حيث يستخدمون معدات الشركة الهولندية في صنع الرقائق الدقيقة بكميات كبيرة.

وقالت الشركة في بيان «تركز الضوابط الجديدة على صناعة الرقائق الإلكترونية المتطورة»، وأضافت أنها ستحتاج إلى التقدم بطلب للموافقة على طلبات التصدير.

وأفادت الشركة بأن الضوابط الجديدة لن تؤثر على توقعاتها المالية لعام 2023.

جوليانا ليو وواين شانغ كتبا (CNN)