كتبت- ديكشا مضحوك (CNN)

اتهمت مجموعة «أداني» شركة استثمارات أميركية بشن هجوم محسوب على الهند، وذلك من خلال نشر تقرير يزعم وجود عمليات احتيال واسعة في تكتل مشروعات الموانئ والمطارات والطاقة.

كانت شركة الأبحاث الاستثمارية هيندنبرغ قد نشرت تقريراً تتهم فيه مجموعة المليونير الهندي جواتام أداني «بتلاعب سوقي وقح واحتيال محاسبي استمر لنحو عقود».

وخسرت مجموعة أداني العملاقة أكثر من 70 مليار دولار من القيمة السوقية لأسهمها بسبب تقرير هيندنبرغ، كما انخفضت قيمة ثروته بنحو 30 مليار دولار، وفقاً لمؤشر بلومبيرغ للمليارديرات، ليتراجع ترتيب أغني رجل في آسيا إلى المركز السابع عالمياً مخلفاً المركز الثالث لجيف بيزوس مؤسس أمازون.

نددت مجموعة أداني بتقرير هندنبرغ بعد ساعات قليلة من إصداره قائلة: «إنه لا أساس له من الصحة» و«خبيث»، كما أعلنت أنها تفكر في اتخاذ إجراءات قانونية، الخميس، ثم تابعت يوم الأحد في دحض حجة هيندنبرغ بتقرير مطول غاضب مكون من 400 صفحة وصفت فيه ادعاءات شركة البحث «بغير المدعومة وليس لها أساس»، وقالت إن الشركة لديها «دافع خفي»، وهو خفض قيمة أسهم أداني لشرائها بسعر منخفض بعد بيعها بسعر عالٍ، فيما يعرف بالبيع المكشوف.

«يهدف تضارب المصالح فقط لخلق سوق مزيف للأوراق المالية يمكن هيندنبرغ، المعروفة بالبيع المكشوف، من تحقيق أرباح طائلة على حساب عدد لا يحصى من المستثمرين».

وكان الملياردير الهندي، البالغ من العمر 60 عاماً، قد أسس مجموعة أداني منذ أكثر من 30 عاماً، وينظر إليه كحليف وثيق لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

قبل الانهيار، كانت الأسواق تشيد برجل الأعمال ووتيرة توسعاته. إذ راهن المستثمرون على قدرته على تنمية أعماله في المجالات التي أعطاها مودي أولوية التطوير.

وفي ردها المفصل، أشارت أداني إلى أن تقرير هيندنبرغ يعد هجوماً على الهند واقتصادها ومستثمريها «هذا التعدي غير المبرر لا يعد موجهاً لشركة بعينها، بل هو هجوم محسوب على الهند. وهو هجوم على استقلالية ونزاهة وكفاءة المؤسسات الهندية وقصة النمو والطموح الهندي».

وكانت هيندنبرغ قد ختمت تقريرها، الأسبوع الماضي، بثمانية وثمانين سؤالاً موجهين لمجموعة أداني، تراوحت بين طلب تفاصيل حول الكيانات الخارجية للمجموعة إلى الاستفهام عن سبب وجود هذه الهيكل المؤسسي المعقد.

نعتت المجموعة الهندية تلك الأسئلة «بالتلميحات البلاغية التي تكسب الشائعات لون الحقيقة»، وتابعت أداني بالإجابة عن الأسئلة، ودعمت إجاباتها بنشر رسوم بيانية وجداول.

وامتدت اَثار التقرير إلى السوق الهندية، وشبه المدير المالي لمجموعة أداني (جاغشندر سينغ) رد فعل السوق الهندي على التقرير بواحد من أفظع الأحداث منذ الاستعمار تحت الحكم البريطاني حين أمر جنرال بريطاني جنوده بإطلاق النار على مسيرة سلمية «في موقعة جاليانوالا باغ، أصدر رجل إنجليزي واحد أمراً، فراح الهنود يقتلون الهنود الآخرين، فهل أتفاجأ أنا من ردود فعل بعض الهنود الآن؟ لا!».

جاءت ادعاءات هيندنبرغ في وقت حرج، إذ تسعى أداني إلى جمع 200 مليار روبي هندي –نحو 2.5 مليار دولار- عن طريق إصدار أسهم جديدة في شركة أداني إنتربرايس خلال هذا الشهر، على أن يغلق العرض يوم الثلاثاء.

وجاء تعليق هيندنبرغ على رد أداني المطول «لا يمكن التعتيم على الاحتيال من خلال القومية»، وغردت على حسابها غي موقع تويتر «حاولت مجموعة أداني الخلط بين صعودها السريع وثروة رئيسها، جواتام أداني، ونجاح الهند».

كما أضافت هيندنبرغ أن المجموعة تجاهلت كل الادعاءات «في ردها المكون من 413 صفحة، تناولت أداني القضايا المرتبطة بتقريرنا في 30 صفحة فقط، في حين تضمن بقية الرد سجلات محاكمات و53 صفحة تتضمن بيانات مالية رفيعة المستوى، ومعلومات عامة، وتفاصيل مبادرات الشركة غير المتصلة بتقريرنا مثل تشجيعها ريادة المرأة للأعمال، وإنتاج الخضراوات الآمنة».