تفاقمت الأزمة التي تعصف بشركة «أداني غروب» يوم الاثنين، بعد اعتقال الشرطة عشرات الأعضاء المنتمين لحزب المعارضة الرئيسي في الهند، وذلك أثناء احتجاجات مرتبطة بالأزمة التي تمر بها مجموعة الشركات السبع المُدرجة في البورصة الهندية، كما تم تعطيل العمل في البرلمان على إثر تلك الأحداث.

وتكبدت «أداني غروب» خسائر سوقية تراكمية بلغت نحو 110 مليارات دولار، وفقاً لرويترز.

ونظم أعضاء من حزب «المؤتمر» الهندي، احتجاجات أمام العديد من شركات التأمين على الحياة المملوكة للدولة، وبنك الهند الوطني، إذ إن كليهما مرتبط بعلاقات تجارية وثيقة مع مجموعة شركات «أداني غروب».

وأظهرت لقطات تلفزيونية في أحد مواقع الاحتجاج في مومباي محتجين يحملون لافتات كتب عليها «أنقذوا بنك الهند الوطني».

سبب الأزمة

أشعلت شركة البيع على المكشوف الأميركية «هيندينبرغ ريسيرش» فتيل الأزمة في 24 يناير كانون الثاني، على إثر اتهامات موجهة لـ«أداني غروب» بالتلاعب في الأسهم، واستخدام الملاذات الضريبية، كما أثار التقرير المخاوف بشأن ارتفاع نسب المديونية للمجموعة.

ورفضت «أداني غروب»، إحدى أكبر التكتلات الاقتصادية في الهند، هذه المزاعم ونفت ارتكاب أي من تلك المخالفات المالية في ردود تفصيلية، إلا أن ذلك لم ينجح في وقف نزيف الخسائر في أسهمها.

وأجبر تقرير شركة «هيندبيرغ» اللاذع «أداني إنتربرايز» على طرح أسهم للبيع بقيمة 2.5 مليار دولار خلال الأسبوع الماضي، وفقد رئيس المجموعة غوتام أداني لقب أغنى رجل في آسيا، ليهوي من المرتبة الثالثة في قائمة «فوربس» لأثرياء العالم إلى المرتبة الخامسة عشرة يوم الأربعاء الماضي.

ينتمي غوتام أداني ورئيس الوزراء الهندي نارينديرا مودي إلى الولاية نفسها، ونفى أداني مزاعم معارضي مودي بأنه استفاد من علاقته الوثيقة برئيس الوزراء الهندي، كما أنكرت حكومة مودي أيضاً هذه المزاعم.

خسائر أسهم «أداني غروب»

تسببت خسائر الأسهم في إطلاق موجة تحذيرية من وكالات التصنيف الائتماني، وقالت وكالة «موديز» يوم الجمعة، إن «أداني غروب» قد تواجه صعوبة في زيادة رأس المال، بينما خفضت «ستاندرد آند بورز» من توقعاتها لشركتين من شركات المجموعة.

ولم تفلح محاولات الحكومة الهندية ومنظمي سوق المال في تهدئة روع المستثمرين.

وقال بنك الاحتياطي الهندي يوم الجمعة، إن النظام المصرفي في البلاد لا يزال مرناً ومستقراً، كما أكدت الجهة المنظمة للسوق الهندية يوم السبت أن الأسواق المالية في البلاد لا تزال مستقرة، وتواصل العمل بطريقة شفافة وفعالة.

وهبطت أسهم «أداني إنتربرايز» بنحو 9.6 في المئة خلال تعاملات يوم الاثنين، ليبلغ إجمالي خسائرها السوقية ما يقرب من 28 مليار دولار منذ تاريخ إصدار تقرير «هيندينبرغ ريسيرش»، كما هبطت باقي أسهم المجموعة بنسب تراوحت بين 5 و10 في المئة، باستثناء أسهم «أداني للموانئ والمنطقة الاقتصادية الخاصة» التي خالفت الاتجاه الهبوطي لتنهي تعاملات اليوم على ارتفاع بنحو 1.2 في المئة.