سيحاول رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي، فرض سيطرته على أغلبية الجمهوريين هذا الأسبوع، في محاولة لتمرير مشروع قانون يخفض الإنفاق العام، يهدف إلى الضغط على الرئيس جو بايدن.

تتفاقم المواجهة بشأن أزمة الدين الأميركي بين رئيس مجلس النواب الجمهوري والرئيس الديمقراطي، الأمر الذي قد يكون مصيرياً للبلاد ولكلٍ من حياتهما السياسية.

يدور الصدام بين الطرفين حول الحاجة إلى زيادة سقف الدين الحكومي في غضون أشهر، والذي بدونه سوف تتخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها بطريقة يمكن أن تدخل الاقتصادات المحلية والعالمية في دوامة، ويمكن أن تلحق أضراراً عميقة بالاقتصاد الأميركي وتتسبب في فقدان الكثير من الوظائف.

يسعى الجمهوريون إلى استخدام الموقف كوسيلة ضغط لعرقلة خطة الإنفاق الاجتماعي لإدارة بايدن.

سقف الدين الأميركي

يقول الرئيس بايدن، الذي يتجه لإعلان ترشحه رسمياً في الانتخابات الرئاسية العام المقبل، في وقت مبكر من هذا الأسبوع، إن الحزب الجمهوري يجب ألّا يجعل الأمة رهينة لما يرى أنها أجندة متطرفة.

وتعتبر مواجهة سقف الديون مهمةً لبايدن إذ يسعى لحماية الإنجازات التشريعية لإدارته حتى الآن، في مواجهة الجمهوريين أنصار ترامب الذي يتقدم في استطلاعات الرأي في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.

ويسعى رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي، لتوحيد حزبه حوله لتمرير مشروع قانون من شأنه رفع سقف الديون لمدة عام مقابل تخفيضات كبيرة في الإنفاق.

تقليص الإنفاق الحكومي

سيحد هذا القانون من النمو في الإنفاق الحكومي إلى واحد في المئة سنوياً، ويلغي إعفاء القروض الطلابية من الفوائد، ويقدم متطلبات عمل أكثر صرامة لبرنامج «ميديكيد»، ويلغي الإعفاءات الضريبية لمشروعات الطاقة الخضراء في محاولة لخنق محاولات بايدن لإنشاء اقتصاد منخفض الكربون لمكافحة تغير المناخ.

قال مكارثي لقناة فوكس «سنجري تصويتاً هذا الأسبوع، وسنمرره، وسنرسله إلى مجلس الشيوخ»، مدعياً أن الجمهوريين هم الطرف الوحيد في واشنطن الذين لديهم خطة مسؤولة لرفع حد الدَين، منتقداً الرئيس جو بايدن لرفضه التفاوض.

التخلف عن السداد

وأضاف مكارثي «عليه الجلوس على طاولة المفاوضات بدلاً من وضعنا في حالة تخلف عن السداد، هذا أمر محفوف بالمخاطر ويهدد الاقتصاد الأميركي».

يطالب بعض الجمهوريين بتخفيضات في الإنفاق من المستحيل سياسياً أن يوافق عليها بايدن، وقد يرفض البعض الآخر التصويت لرفع سقف الديون مهما حدث.

هناك مخاطر على بايدن أيضاً، فالأزمة المطولة الناجمة عن الفشل في رفع سقف الديون واحتمال انهيار أسواق الأسهم ستجعله ضعيفاً للغاية عندما يدخل في سباق إعادة انتخابه.

يتجاهل موقف رئيس مجلس النواب حقيقة أن معظم الجمهوريين ليست لديهم مشكلة في رفع حد الدين دون شروط عندما كان ترامب في البيت الأبيض، كما أنه لا يأخذ في الاعتبار حقيقة أن سقف الديون يحتاج إلى رفعه لدفع الالتزامات التي سمح بها الكونغرس بالفعل، بما في ذلك في عهد الرؤساء الجمهوريين.