أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى نقص المواد الغذائية في الأسواق العالمية، مسبباً أزمة غذاء على الصعيد العالمي، ما دفع أسعار السلع إلى الارتفاع وخاصة الأسمدة الزراعية.

ومع ذلك، فإن ارتفاع أسعار الأسمدة العالمية منذ بداية جائحة كورونا، والتي تفاقمت مع تسارع التضخم العام الماضي، دعم مبيعات شركات الأسمدة العربية خلال 2022.

ووفقاً لمشروع بحثي أُجري بجامعة الملك سعود بالرياض، من المتوقع وصول تعداد السكان العالمي إلى نحو تسعة مليارات نسمة بحلول عام 2050، وهو ما قد يحتاج إلى زيادة الإنتاج الغذائي العالمي بنسبة 50 في المئة، وبالتالي يزيد التفاؤل بشأن مستقبل شركات الأسمدة.

شركات الأسمدة تستفيد من الأزمة

أعلنت «سابك للمغذيات الزراعية» السعودية، يوم الاثنين، ارتفاع صافي أرباح عام 2022 بنسبة 92 في المئة إلى 10.04 مليار ريال سعودي (2.7 مليار دولار)، مقارنةً بنحو 5.2 مليار ريال في العام السابق، مدفوعة بارتفاع أسعار السلع والكميات المبيعة على مدار العام.

وقفز أيضاً صافي أرباح «أبو قير للأسمدة» المصرية بنسبة 125.9% إلى 7.23 مليار جنيه مصري (235.8 مليون دولار) خلال النصف الأول من العام المالي 2022-2023، مقابل 3.2 مليار جنيه المُسجلة في الأشهر الستة المنتهية في ديسمبر كانون الأول من العام المالي السابق.

كما حققت «فرتيجلوب للأسمدة»، وهي شركة مشتركة بين «أدنوك» الإماراتية و«أو سي آي إن في» المصرية، زيادة سنوية قدرها 75 في المئة في صافي الربح المُعدل لعام 2022 إلى 1.3 مليار دولار، من 736.6 مليون دولار في العام السابق.

وسجلت «القابضة المصرية الكويتية» ارتفاعاً في صافي أرباح قطاع الأسمدة والبتروكيماويات في الشركة إلى 255.8 مليون دولار بنهاية عام 2022 المالي، بزيادة بنحو 92 في المئة، مقارنة بنظيرتها البالغة 133 مليون دولار العام السابق.

هل تستمر الأرباح خلال 2023؟

كان النمو في عام 2022 مدفوعاً بارتفاع أسعار الأسمدة العالمية، والتي بدأت في التراجع لوضعها الطبيعي في نهاية العام، وفي حال استمرار انخفاض الأسعار هذا العام قد تواجه شركات الأسمدة بعض التحديات.

وخلال الربع الأخير من عام 2022، تراجعت إيرادات شركة «فريتجلوب» للانخفاض بنسبة 11 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى 1.1 مليار دولار، بضغط من هبوط أسعار الأسمدة، بحسب بيان الشركة المالي.

ومع ذلك توقع تقرير لقسم الاقتصاد الزراعي والاستهلاكي بجامعة إلينوي في أوربانا شامبين، في يوليو تموز 2022، ارتفاع أسعار الأسمدة بشكل أكبر مع بداية موسم الزراعة عام 2023، مشيراً إلى احتمالية مواجهة المزارعين تكاليف أسمدة أعلى بكثير مما كانت عليه قبل عام.