اهتز النظام المصرفي العالمي على مدار الأسبوع الماضي إثر التداعيات الناجمة عن الاضطرابات المصرفية التي حدثت هذا الشهر، بما في ذلك انهيار بنكي «سيليكون فالي» و«سيغنتشر».

وتذبذب بنكان آخران، لكنهما ظلا متماسكين طوال الأسبوع، إذ أعلن بنك «كريدي سويس» الأسبوع الماضي أنه سيحتاج ما يصل إلى 53.7 مليار دولار من الدعم المقدم من البنك المركزي السويسري للبقاء واقفاً على قدميه.

في غضون ذلك، تلقى بنك «فيرست ريبابليك» دعماً بقيمة 30 مليار دولار يوم الخميس من بعض أكبر البنوك في الولايات المتحدة.

ومع ذلك، قد لا تكون هذه المساعدات كافية لدعم البنوك الضعيفة، إذ تراجعت أسهم «كريدي سويس» المتداولة في الولايات المتحدة بنحو سبعة في المئة يوم الجمعة، كما هبطت أسهم «فيرست ريبابليك» نحو 33 في المئة، في حين أنهت أسهم «ويسترين أليانز» تعاملات الأسبوع منخفضة بأكثر من 15 في المئة.

وقالت سيما شاه، كبيرة الاستراتيجيين العالميين لدى «برينسبال أسيت مانجمنت»، إن أرباح البنوك التجارية الأميركية تعرضت لضغوط بسبب تدهور جودة الأصول، وتباطؤ نمو القروض، وارتفاع معدلات الفائدة على الودائع.

وأوضحت الخبيرة الاستراتيجية أن حالة بنكي «سيليكون فالي» و«سيغنتشر» كانت فريدة، إذ اعتمد الكثير من ودائعهما إلى حد كبير على قطاعي التكنولوجيا والعملات المشفرة المتعثرين.

وقالت إن هذه البنوك تحتفظ أيضاً بنسبة كبيرة «غير عادية» من ودائع عملائها المرتبطة بسندات الخزانة، والتي انخفضت قيمتها عندما بدأ الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة.

وأضافت سيما شاه في مذكرة الأسبوع الماضي، «في نهاية المطاف، يحتاج المستثمرون إلى تقرير ما إذا كانت هذه الأزمات الفردية الخاصة تضيف إلى المخاوف المتزايدة، أو تشير إلى بداية أزمة تنتشر على نطاق أوسع».

ما يجب على المستثمر أو عميل البنك فعله؟

يرى المحللون أن التحلي بالهدوء واليقظة هو أفضل طريق، ويقولون «كن يقظاً، ولكن لا داعي للذعر».

وقال تورستن سلوك كبير الاقتصاديين لدى «أبوللو غلوبال مانجمنت»، «بالنظر إلى المستقبل، سيحتاج المستثمرون إلى مراقبة ما يجري في البنوك الإقليمية في ما يخص الودائع وعمليات الإقراض لكل من المستهلكين والشركات».

وتترقب الأسواق المالية عدداً من الأحداث الاقتصادية المهمة خلال الأسبوع المقبل، وعلى رأسها قرار الفائدة والسياسة النقدية المنتظر عن البنك الاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا يومي الأربعاء والخميس على الترتيب.

كما ننتظر ما قد تعلن عنه الحكومة السويسرية بشأن مصير بنك «كريدي سويس» قبل افتتاح الأسواق المالية يوم الاثنين، أو كيف ستنتهي صفقة الاستحواذ المحتملة من قبل «يو بي إس» على البنك المتعثر.

(كتبت- نيكول جودكايند وكريستال هور، CNN).