لم يكن هذا العام جيدًا لسوق الأسهم، فقد انخفض مؤشر «إس أند بي 500» بنسبة 20% تقريبًا، ومع بقاء يومين فقط للتداول هذا العام، تبددت آمال المستثمرين في حدوث انتعاش خارق.

لكن حتى مع خسارة السوق بشكل عام، ما زال يوجد فائزون، نسبة كبيرة من هؤلاء الفائزين يعملون في قطاع الطاقة، والذي كان الأفضل أداءً خلال عام 2022.

وإليكم أكبر الرابحين والخاسرين لهذا العام

قطاع الطاقة الرابح الأكبر لهذا العام

كانت أسعار النفط والغاز المرتفعة بشدة خلال هذا العام بمثابة حديث المدينة وأحد أكبر العوامل المساهمة في ارتفاع التضخم إلى عنان السماء. هذه بالطبع كانت أخبارًا سيئة للسائقين، ولكنها كانت أخبارًا رائعة بالنسبة لقطاع الطاقة، حيث إن أسعار النفط وأسهم الطاقة في السوق مرتبطة بشكل وثيق.

حقق قطاع الطاقة حتى الآن عائدات أكثر من 60% لهذا العام، متفوقًا بشكلٍ كبير على قطاعات أخرى مثل مؤشر «إس أند بي 500»، فلم يربح أي قطاع آخر أكثر من 5% منذ بداية العام.

وكانت «أوكسيدنتال بتروليوم» هي الرابح الأكبر لهذا العام في «إس أند بي 500»، بزيادة قدرها 122% منذ بداية العام حتى تاريخه.

وجاءت شركة «كونستيلاشن إنيرجي» في المرتبة الثانية بزيادة 109% و”هيس” في المرتبة الثالثة بنسبة 94%.

وبتقريب المراكز العشرة الأولى تأتي شركات «ماراثون للبترول»، و«إيكزون موبيل»، و«شلامبيرجيه»، و«إيه بي ايه»، و«فيرست سولار»، و«هاليبيرتن»، و«ماراثون للزيوت» لتتراوح جميعها بزيادة بين 70 و80%.

ومع انخفاض أسعار الغاز والنفط في الأسابيع الأخيرة، فإنها لا تزال أعلى مما كانت عليه في السنوات القليلة الماضية، وقد أسهم ذلك في تحقيق شركات الطاقة الكبرى أرباحًا طائلة.

ومن المتوقع أن يتضاعف صافي الدخل لمنتجي النفط والغاز العالميين لعام 2022 ليصل إلى مستوى قياسي يبلغ 4 تريليونات دولار، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

وفي الربع الثالث من العام الجاري، سجلت نحو 81% من جميع شركات الطاقة ضمن مؤشر «إس أند بي 500» أرباحًا أعلى من التقديرات المتوقعة، وهي أعلى نسبة محققة في أي من القطاعات، وفقًا لبيانات Factset، كما سجل قطاع الطاقة أعلى نسبة نمو للأرباح على أساس سنوي لجميع القطاعات الـ11، وذلك بنسبة 137.3%.

قطاع التكنولوجيا يعاني من الخسارة هذا العام

تمتعت شركات التكنولوجيا الكبيرة خلال العقد السابق بالعديد من المزايا، حيث تمتعت بمعدلات فائدة منخفضة وبيئة تضخم منخفضة أيضًا، ولكن لم يعد الأمر كذلك، وتعكس أسعار الأسهم الحالية لشركات التكنولوجيا والاتصالات ذلك بوضوح.

تصنف أسهم شركة الحلول التكنولوجية للطاقة «جينيريك هولدينجز» الأسوأ أداءً في مؤشر «إس أند بي 500» حتى الآن لهذا العام، بانخفاض نحو 74%، وتأتي في المرتبة الثانية شركة «ماتش جروب» لتطبيقات المواعدة، والتي انخفضت أيضاً بنسبة 70%، كما انخفض سهم إيلون ماسك «تسلا» بنحو 70%، ليجعل شركة تكنولوجيا السيارات في المرتبة الثالثة الأسوأ أداءً خلال هذا العام، كما ظهرت «ميتا»، الشركة الأم لـ”فيس بوك،” في الأسهم العشرة الأدنى بانخفاض بنسبة 65%.

ويعتبر ذلك تحولًا كبيرًا، فقد كانت تسلا خامس شركة من حيث القيمة في مؤشر «إس أند بي 500»، وكانت Meta في المركز السادس في بداية هذا العام.

لقد كان عام 2022 بمثابة الكابوس لشركات التكنولوجيا، حيث خسرت مجتمعة ما يقرب من 4 تريليونات دولار من القيمة السوقية في عام 2022، ويعتبر ذلك خسارة كبيرة، فعندما تفكر في أن أسوأ 10 أسهم أداءً في مؤشر «إس أند بي 500» قد قضت على قيمة سوقية تبلغ نحو 1.6 تريليون دولار.

حتى شركة «أبل»، التي تعتبر أكثر مرونة بشكل عام عن باقي شركات التكنولوجيا، انخفضت بنسبة 31%، أي أكثر من إجمالي قيمة السوق في عام 2022.

تأمل وول ستريت حدوث انتعاش لقطاع التكنولوجيا العام المقبل، ولكن مع زيادة احتمالات ارتفاع أسعار الفائدة والركود، قد يؤدي ذلك الى تاجيل الانتعاش المرتقب.

اقترض رجل الأعمال سام بانكمان فرايد 546 مليون دولار من صندوق التحوط الخاص به لشراء حصة شركة «روبينهوود»، واشترى سام بانكمان فرايد ما يقرب من 7.6% من أسهم شركة «روبينهوود» في وقت سابق من هذا العام، بتمويل نصف مليار دولار اقترضها من صندوق التحوط الخاص به.

في إفادة خطية ظهرت يوم الثلاثاء، قال بانكمان فرايد إنه هو والشريك المؤسس لـ«إف تي اكس جاري وانج» اقترضا أكثر من 546 مليون دولار من صندوق التحوط «ألميدا ريسيرش»، ليستخدم هذه الأموال بعد ذلك لشراء حصة كبيرة في «روبينهوود»، حسبما أفاد المراسل أليسون مورو.

لكن لماذا يهمنا ذلك؟ أصبحت حصة بانكمان فرايد في شركة روبينهوود الآن في قلب معركة قانونية متعددة الجنسيات حول الأصول المرتبطة بإمبراطورية التشفير المفلسة «إف تي اكس».

وطالبت 4 كيانات منفصلة بنحو 56 مليون سهم تقدر قيمتها بنحو 450 مليون دولار، ويريد «إس بي إف» حقًا الاحتفاظ بهذه الأسهم بنفسه، فهو يعتمد عليها كمصدر للدفع مقابل النفقات القانونية، وفقًا لـ«إف تي إكس».

ليس من الواضح من ملفات المحكمة ما إذا كان مبلغ 546 مليون دولار المستخدم لشراء الحصة يتضمن أموالًا قد سُرقت من ودائع العملاء في «إف تي إكس» حسب زعمهم أم لا.

في حين كان فصل الشتاء الأخير للعملات المشفرة يمثل أخبارًا سيئة لشركة روبينهوود، حيث قامت بتسريح 23% من موظفيها في أغسطس أب الماضي بعدما استغنت عن 9% من موظفيها في وقتٍ سابق من شهر أبريل نيسان الماضي، وانخفض سهم الشركة التي تعمل بمجال الوساطة عبر الإنترنت بنسبة 60% تقريبًا منذ بداية العام.

ويستمر الانهيار في الجنوب الغربي

تقع شركة طيران ساوث ويست في منتصف انهيار خدماتها، فقد ألغت الشركة الآلاف من الرحلات الجوية خلال أيام السفر الأكثر رواجًا في العام وتركت وراءها مجموعة من المستثمرين الغاضبين والمسؤولين الحكوميين والموظفين وعشرات الآلاف من العملاء الذين تقطعت بهم السبل.

وانخفض سهم الشركة بنحو 5% يوم الأربعاء بعد انخفاضه بنسبة 6% يوم الثلاثاء، وهو أكبر انخفاض له في خمسة أشهر، كما انخفض حجم شركة الطيران حاليًا بنحو 27% هذا العام حيث يخشى المستثمرون ما هو أسوأ للشركة والتي لا تبدو على ما يرام مؤخرًا.

فلماذا حدث ذلك؟

يعترف الخبراء والموظفون وحتى الرئيس التنفيذي بأن فوضى ساوث ويست كانت في طور التكوين لعقود، وفقًا لما أوردته مراسلة «سي إن إن» أليسيا والاس.

وقال الكابتن كيسي موراي، رئيس رابطة طياري الخطوط الجوية الجنوبية الغربية لشبكة سي إن إن هذا الأسبوع: «لقد عانينا من هذه المشكلات على مدار العشرين شهرًا الماضية»، «لقد رأينا هذه الأنواع من الانهيارات تحدث بانتظام وبشكل متكرر، والأمر متعلق بالتقنيات والوسائل القديمة التي عفا عليها الزمن».

أشار موراي إلى أن نظام الشركة لوضع مواعيد الرحلات أصبح عتيقًا للغاية ولم يتغير منذ التسعينيات من القرن الماضي، وأخبر مدير العمليات أندرو واترسون الموظفين هذا الأسبوع أن نظام وضع جداول المواعيد لرحلات الطيران أصبح عتيقًا وهو السبب الرئيسي لانقطاع خدمات الشركة.

ولم يفد أيضاً نموذج ساوث ويست للطيران «من نقطة لنقطة»، حيث يعتمد نظام العمليات على الطيران لجهات متتالية والتقاط أطقم الطائرات المختلفة من تلك المناطق والاعتماد على فترات زمنية قصيرة للرحلات.

قال جيف وينداو، كبير محللي الأسهم في إدوارد جونز لأبحاث الأسهم: «عندما تكون لديهم رحلات ملغاة في منطقة ما، فإن ذلك يؤثر بالتتابع على باقي المراحل، لأنه ليس بالضرورة أن يكون طواقمهم وطياروهم متواجدين في الأماكن المناسبة لالتقاطهم»، إنها بالفعل خطوات متراكمة ومترتبة على بعضها البعض من مدينة إلى أخرى وعندما يحدث أي تغيير أو عطل في أي من المراحل يصبح من الصعب جدًا سير عملية الطيران بسلاسة مرة أخرى.

وقد اعترفت ساوث ويست بالعديد من المخاوف التي أثارها موراي وآخرون.

قال الرئيس التنفيذي لشركة ساوث ويست، بوب جوردان، للموظفين في مذكرة حصلت عليها سي إن إن: «جزء مما نعانيه هو نقص الأدوات»، «لقد تحدثنا كثيرًا عن تحديث العملية التشغيلية، وحاجتنا إلى القيام بذلك».

ماذا بعد؟

قالت وزارة النقل إنها تحقق في موجة الإلغاءات وتأخيرات خدمة العملاء في ساوث ويست، وقال الرئيس جو بايدن إن إدارته «تعمل على ضمان محاسبة شركات الطيران».

أصدر السيناتور الديمقراطي إد ماركي من ولاية ماساتشوستس وريتشارد بلومنتال من ولاية كونيتيكت خطابًا جديدًا يوم الثلاثاء يدعو فيه ساوث ويست إلى دفع ثمن ما اعتبروه شيئًا يمكن تجنبه من إلغاءات لرحلات وقت عطلات الأعياد.

وفي الوقت ذاته، تبذل شركات الطيران الأخرى قصارى جهدها لتعويض الركود، وقالت شركة يونايتد وأميركان إيرلاينز إنهما ستضعان سقفًا للأسعار للسفر من وإلى مدن مختارة مصممة لمساعدة عملاء شركة الطيران المتضررين للعودة إلى ديارهم دون الحاجة لدفع أموال باهظة.