كتب بول ر. لامونيكا (CNN)

أغلقت الأسهم الأميركية يوم الاثنين على انخفاض، بعد أداء قوي الأسبوع الماضي، ويترقب المستثمرون كلاً من الاجتماع المهم لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) وإعلان أرباح كبريات شركات التكنولوجيا وتقرير الوظائف الأميركية.

وهبط مؤشر «داو جونز» الصناعي بأكثر من مئتَي نقطة أو 0.6 في المئة، بينما سجل مؤشر «إس آند بي 500» هبوطاً بلغ 1.1 في المئة، كما انخفض مؤشر «ناسداك» 1.7 في المئة، ومع هذا سجلت جميع المؤشرات أداء قوياً منذ بداية العام، وشهد السوق تحولاً كبيراً عن العام الماضي، فبعض الأسهم الأسوأ أداء في العام الماضي تقود ارتفاع وول ستريت منذ بداية العام.

يعد قطاع الاتصالات -الذي يضم شركات التكنولوجيا والإعلام التي تعرضت لخسائر ضخمة العام الماضي- الأفضل أداء حتى الآن في عام 2023، وسجل القطاع ارتفاعاً بلغ 10 في المئة وفقاً للبيانات الصادرة عن إس آند بي غلوبال، وكان قطاع الاتصالات القطاع الأسوأ أداء في عام 2022، حيث سجل هبوطاً بلغ 40 في المئة.

وارتفع سهم شركة وارنر برذرز ديسكفري، الذي خسر 60 في المئة من قيمته العام الماضي، بنسبة 55 في المئة منذ بداية عام 2023 ليصبح السهم الأفضل أداء ضمن مؤشر إس آند بي 500.

وانضمت العديد من الشركات الإعلامية لموجة الارتفاع هذا الشهر، وارتفع سهم شركة «باراماونت» 36 في المئة، وارتفع سهم ديزني 25 في المئة، كما صعد سهم نتفليكس بأكثر من 20 في المئة، وسجل سهم شركة ميتا ارتفاعاً بلغ 25 المئة.

وشهد قطاع الكماليات، الذي يتضمن شركات البيع بالتجزئة والسيارات، انتعاشة بعد عام صعب، فقد كان القطاع ثاني أسوأ القطاعات أداء العام الماضي، بعدما سجّل تراجعاً بلغ 38 في المئة.

وسجّل سهم شركة تسلا للسيارات الكهربائية ارتفاعاً بلغ 45 في المئة، بعدما خسر ثلثَي قيمته العام الماضي.

ويبدو أن المستثمرين يرون أن الاحتياطي الاتحادي سيقلل من معدل زيادة الفائدة، وربما يتوقف عن زيادتها في وقت لاحق من العام الحالي، بعدما قام بعدة زيادات ضخمة للفائدة العام الماضي، وهناك شعور متزايد بأن الاقتصاد سينتهي إلى تباطؤ هادئ دون الدخول في حالة ركود كاملة.

وعززت هذه الآمال بعض الأسهم الاستهلاكية الأخرى مثل أمازون، الذي سجل ارتفاعاً بلغ نحو 20 في المئة، ومن بين أفضل الأسهم أداء في مؤشر «إس آند بي 500» كل من شركة كارنيفال وشركة رويال كاريبيان وشركة نرويجيان، كذلك تلقت أسهم شركات القمار دفعة قوية، مثل شركة سيزارز وشركة وين وشركة لاس فيغاس ساندز وشركة إم جي إم.

ومع ذلك يتخوف بعض المستثمرين من أن ارتفاع السوق الذي نشهده الآن يذكرنا كثيراً بفقاعات ماضية.

وتتصاعد هذه المخاوف لأن الارتفاع لا تشهده أسهم الشركات ذات الجودة العالية فقط، لكن حتى أسهم الميم ارتفعت، وصعد سهم شركة غيم ستوب بنحو 25 في المئة، فيما ارتفع سهم شركة إيه إم سي، التي تمتلك سلسلة من دور العرض، بأكثر من 25 في المئة، وارتفع سهم شركة كوينباس للعملات المشفرة بنحو 70 في المئة، بالرغم من انهيار سهم الشركة المنافسة لها إف تي إكس، وأعلنت شركة كوينباس عن تسريح ضخم للعمالة وتلقت الشركة دعماً كبيراً من ارتفاع أسعار عملة بيتكوين.

وقال ستيف سوسنيك كبير المحللين الاستراتيجيين لدى إنترأكتف بروكرز «لقد شهدنا عودة التكهنات إلى الواجهة».

فيما يتخوف البعض من أن استمرار سوق الأسهم على هذا الحال سيدفع البنك المركزي للاستمرار في زيادة الفائدة بشكل أكبر من توقعات المستثمرين، وصرح ديفيد ترينر، المدير التنفيذي لدى شركة الأبحاث الاستثمارية نيو كونستركتز، بأن «ارتفاع الأسهم في شهر يناير كانون الثاني لن يدوم، وكلما زادت قوة السوق فسيزيد إقدام الاحتياطي الاتحادي على زيادة الفائدة».

وأضاف ترينر «ما لا يدركه الكثير من المستثمرين هو أن الاحتياطي الاتحادي عليه محاربة التضخم في سوق الأسهم أيضاً»، موضحاً «هذا يعني أن على المستثمرين شراء الأسهم ذات الأصول القوية والتي لها تدفق جيد للأموال، وبيع الأسهم غير الربحية التي تعتمد على الشائعات وتصدرها للعناوين خلال السنوات الأخيرة».