مُنِيت سوق المال المصرية بخسائر فادحة منذ بداية تعاملات الأسبوع، وصلت إلى 10.93 في المئة، وبلغت الخسارة ذروتها يوم الأربعاء بفقدان المؤشر الرئيسي EGX 30 أكثر من 4 في المئة من قيمته، ليغلق المؤشر عند 14.724 نقطة فاقداً 637 نقطة.

خسر رأس المال السوقي نحو 43.8 مليار جنيه، يوم الأربعاء، أي نحو 1.41 مليار دولار.

عصمت ياسين، مديرة التداول بشركة «أصول للوساطة» في الأوراق المالية، قالت في اتصال مع «CNN اقتصادية» إن «السوق بدأت بارتفاعٍ وصل إلى واحد في المئة، وكان أفضل أداء منذ بداية الأسبوع، ولكن مع انتشار أنباء انهيار بنك كريدي سويس سرت حالة هلع بين المتعاملين، وشعروا أن قطع الدومينو بدأت تتحرك، وأن الانهيار لم يتوقف عند بنك «سيليكون فالي»، وترجم المتعاملون هذا بحركة بيع عنيفة في نهاية اليوم».

حقق المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية الكثير من المكاسب منذ تخفيض قيمة الجنيه في أكتوبر تشرين الأول الماضي، ولكن السوق خسرت منذ بداية الأسبوع كل الأرباح التي حققتها منذ منتصف مطلع 2023.

وفقد المؤشر الرئيسي EGX 30 مستويات الدعم السابقة، ليتخذ منحنى هبوطياً، نزولاً إلى منطقة دعم جديدة في نطاق 14200 إلى 14600 نقطة.

ومستويات الدعم هي المنطقة التي من الممكن أن يختبرها المؤشر نزولاً ليرتد منها لأعلى مع دخول سيولة شرائية جديدة من الصناديق أو الأفراد.

إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفني بشركة نعيم للوساطة في الأوراق المالية، يُرجع أسباب هبوط السوق إلى أن «تحريك سعر الصرف هو أحد الأسباب وراء تحقيق السوق المكاسب التي بدأت فيها منذ الربع الأخير من العام الماضي، وهذا التحريك دفع المستثمرين للاتجاه إلى سوق الأوراق المالية، ولكن حالة عدم اليقين بخصوص سعر العملة بثت حالة من الجمود في السوق منذ نحو ستة أسابيع، فأي مؤثر سلبي خارجي يظهر هشاشة السوق».

أجرى البنك المركزي المصري سلسلة تخفيضات متتالية للجنيه المصري منذ نحو عام، ومن المتوقع أن يشهد الجنيه المصري تحريكاً جديداً الأيام المقبلة، إذ إن قيمة الجنيه هبطت في العقود الآجلة لمدة 12 شهراً، ليقف عند نحو 38 جنيهاً لكل دولار واحد.

يرى النمر أن برنامج الطروحات الجديد لـ32 شركة عامة قد «يسهم في تحسن السوق من جديد بشرط إدارته بشكل جيد»، ولكن ياسين تعتقد أن «الوقت ليس مناسباً لطرح هذه الشركات للاكتتاب العام، ولكن طرحها أمام مستثمرين استراتيجيين قد يضيف قدراً من اليقين في سوق الأوراق المالية».