يقود ارتفاع معدلات تبني مفاهيم مستدامة في قطاعي السياحة والسفر إلى نمو مفهوم السياحة المستدامة في وقت يرى خبراء أن حصر المسألة في القطاع الخاص من شأنه أن يبطئ هذا التوجه الذي يجب أن يترافق مع تشريعات تشجّع أو تلزم بتبني حلول أكثر استدامة.

وتتفاوت نسب التوجه إلى السياحة المستدامة بين بلدان المنطقة، ففي حين يغيب المفهوم عن بعض الأسواق نسبياً، يكتسب زخماً في أسواق أخرى كالسوق الإماراتية، وفق ما يقوله بعض العاملين في القطاع.

ويسلّط معرض سوق السفر العربي 2023 الضوء على مستقبل السفر المستدام بما يتماشى مع شعار المعرض «العمل نحو تحقيق صافي انبعاثات صفرية».

وتنتج الأنشطة المتعلقة بالسياحة نحو ثمانية في المئة من انبعاثات الكربون في جميع أنحاء العالم.

ويقول خبراء في القطاع إن الأجيال الشابة أكثر وعياً وطلباً للسياحة المستدامة مقارنة بالأكبر سناً، في حين تتفاوت الأرقام حول حجم قطاع السياحة المستدامة، لكن جميع الدراسات تؤكد نمو هذه السوق بشكلٍ كبير خلال الفترة المقبلة.

هل أنت سائح مستدام؟ 10 طرق تحمل آثاراً إيجابية

  • اختيار الوجهة التي تراعي الاستدامة.
  • السفر عبر رحلات مباشرة.
  • البحث عن خدمات صديقة للبيئة في المنطقة التي تقصدها.
  • زيارة المتنزهات الوطنية والمحميات الطبيعية.
  • اختيار فنادق أكثر اعتماداً للخدمات الصديقة للبيئة.
  • تقليص الهدر في استخدام المياه والطاقة داخل الفندق.
  • مراعاة أساليب التنقل الأكثر استدامة كالنقل الجماعي أو استئجار سيارة كهربائية.
  • استخدام مواد قابلة لإعادة التدوير.
  • استهلاك المواد والأطعمة المحلية لدعم السكان المحليين وتقليص استهلاك الطاقة.
  • مشاركة التجارب الإيجابية.

وقال محمد عوض الله، الرئيس التنفيذي لمجموعة تايم للفنادق، إن «هناك نمواً كبيراً في التوجه نحو مفهوم السياحة المستدامة بما يشمل السفر والإقامة المستدامة في الفنادق وطريقة الإنفاق واختيار الوجهات وغير ذلك».

لكنّه أكد أن تسريع نهج الاستدامة في القطاع السياحي يتطلب تطوير التشريعات في أغلب دول العالم وخاصة في العالم العربي، موضحاً أن إلزام الجهات السياحية كالفنادق اتباع إجراءات وسياسات تتماشى مع مفهوم الاستدامة من شأنه الإسهام في تطوير فكر المؤسسات السياحية من جهة وتغيير فكر السياح بشكل عام.

الشباب أكثر مطالبة بسياحة مستدامة

وقال «هناك الكثير من الأشخاص الذين يتجهون نحو تبني الحلول المستدامة في حال توفرها لكنهم لا يسألون عنها ولا يطالبون بها، لكن الأجيال الجديدة باتت أكثر وعياً بالمتطلبات الصديقة للبيئة، وبالتالي يمتنعون عن زيارة مؤسسات سياحية لا تراعي متطلبات الاستدامة».

وفي ما يتعلق بمراعاة شروط الاستدامة، أوضح أن المسألة تبدأ مع اختيار الوجهة السياحية وموعد السفر ومكان الإقامة، ثم كيفية التصرف أثناء السفر سواء من حيث وسائل التنقل أو الإنفاق أو التوفير استهلاك المياه وتقليص هدر الطعام واختيار المنتجات المحلية خلال التواجد في بلد معين.

وتابع «لم نصل حتى الآن إلى تلك الحالة المثالية في العالم، لكن الأمور تتطور، ويمكن للمؤسسات كالفنادق أن تدفع بشكلٍ كبير في هذا الاتجاه عبر البدء بتوعية الموظفين، ثم بتبني حلول تخفّض البصمة الكربونية كالتخلي عن البلاستيك، وتقليل الهدر في الموارد».

ظهور توجه جديد

من جهته، أشار محمد جاسم الريس، الرئيس الفخري لمجموعة وكلاء السفر والسياحة في دبي، إلى ظهور اتجاه جديد لدى المسافرين من الإمارات لتبني السياحة المستدامة، قائلاً «هناك من يسأل وكالات السفر اليوم عن أفضل الوجهات للسياحة المستدامة، هذا الاتجاه ليس كبيراً لكنه مؤشر إيجابي.. فقبل سنوات لم يكن موجوداً أساساً».

وتوقع أن يكتسب هذا المفهوم زخماً كبيراً خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة.

وقال إن هناك تفاوتاً بين دول المنطقة من حيث وجود وجهات داعمة لمفهوم السفر والسياحة المستدامة، لافتاً إلى أن الإمارات من أبرز الوجهات في المنطقة التي تقوم الجهات الرسمية والخاصة فيها بدعم هذا المفهوم».

وأضاف «في الإمارات هناك نحو مئتي محمية طبيعية، وهي أكثر دولة في المنطقة اعتمدت وتبنت حلول الطاقة النظيفة، ويمكن للسياح الداخلين أو القادمين إلى الإمارات التمتع بالكثير من الخدمات والتجارب المستدامة بدءاً من استئجار سيارات كهربائية والنزول في فنادق تعتمد الكثير من الحلول المستدامة».

وحول التشريعات، قال الريس، «التشريعات الملزمة أمر مهم لكن يجب ألّا تكون فجائية، بل على مراحل بحيث تتمكن جهات الأعمال والمنشآت السياحية من مواءمة أوضاعها مع متطلبات الاستدامة من دون التعرض لضغوط تتعلق بالنفقات».