واصلت الصين منح الموافقات على إنشاء المزيد من محطات الطاقة الجديدة التي تعمل بالفحم في عام 2022، متجاهلةً بذلك التزاماتها بشأن أهداف المناخ وخفض انبعاثات الكربون.

وأظهر تقرير مؤسسة «غلوبال إنرجي مونيتور» الصادر يوم الاثنين، أن الصين وافقت على أكبر عدد من محطات الطاقة الجديدة العاملة بالفحم منذ عام 2015.

وقالت فلورا تشامبينوا، محللة البحوث في «غلوبال إنرجي مونيتور»، «تتصدر الصين الدول التي تسير في الاتجاه المعاكس لتخفيض عدد المصانع العاملة بالفحم».

وأضافت «كانت السرعة التي تقدمت بها المشاريع من خلال إصدار تراخيص البناء في عام 2022 غير مسبوقة، إذ ظهرت العديد من المشاريع وحصلت على التراخيص والتمويل اللازم، ودخلت حيز التنفيذ في غضون أشهر قليلة».

وجاء توجه الصين لتكثيف اعتمادها على الفحم، تزامناً مع مواجهة البلاد أسوأ موجة حرارة وجفاف منذ ستة عقود، والتي أثرت سلباً على المقاطعات المعتمدة على الطاقة الكهرومائية، ما دفع نحو التحول إلى الفحم عوضاً عن ذلك.

الصين تتجاهل وعودها

تعهد قادة البلاد في الفترة السابقة بخفض انبعاثات الكربون، وأعلن الزعيم الصيني شي جين بينغ في عام 2020 أن البلاد ستصبح محايدة للكربون بحلول عام 2060.

ومع ذلك، قال العديد من النشطاء والخبراء إن الحكومة لا تتخذ إجراءات كافية أو حاسمة، فرغم أن الصين أصدرت خطة جديدة في عام 2021 لخفض اعتمادها على الوقود الأحفوري إلا أنها لم تعلن عن أهداف محددة للانبعاثات.

وفي وقت لاحق من 2020، أثارت خطة الصين لخفض الانبعاثات إلى الأمم المتحدة خيبة أمل العديد من قادة العالم الذين كانوا يأملون في الحصول على تعهدات والتزامات أكثر تفصيلاً، وجدول زمني سريع للحد من الكربون.

التوترات الجيوسياسية

أدى نقص الطاقة على مستوى البلاد إلى لجوء الحكومة لإصدار تعليمات للمناجم بإنتاج أكبر قدر ممكن من الفحم، وعلى مدار العام الماضي عززت محطات الفحم من إنتاجها، إذ سجل الاستهلاك اليومي من الفحم الحراري مستوىً قياسياً في أغسطس آب الماضي.

وتمثل انبعاثات الصين من الكربون ضعف حجم انبعاثات الولايات المتحدة، ومن ثم فإن اعتمادها على الفحم يمثل تحدياً كبيراً لتحقيق أهداف خفض انبعاثات الكربون العالمية.

كما أعاقت العوامل الجيوسياسية جهود البلاد لتحقيق أهداف المناخ، خاصةً بعدما علَّقت الصين محادثات المناخ مع الولايات المتحدة العام الماضي رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان.

ولا يبدو أن زيادة إنتاج الفحم ستنتهي في وقتٍ قريب، إذ أشار التقرير إلى أن توسع الصين في مجال الطاقة المتجددة لن يكون كافياً لتعويض آثار توسعها في استخدام الفحم.

ويرى التقرير أنه حتى يتسنى للصين خفض انبعاثات الكربون، فإنها بحاجة للبدء في التخلص التدريجي من أسطولها الضخم من محطات توليد الطاقة المعتمدة على الفحم بدلاً من الاستمرار في تنميته.

(كتبت- جيسي يونغ، CNN).