بعد ثلاثة سنوات من الإغلاق، يفتح البر الرئيسي للصين يوم الأحد، حدوده مع هونغ كونغ المغلقة منذ بداية جائحة كوفيد-19، مع إنهاء مطالبة المسافرين الوافدين بالخضوع لحجر صحي، ليلغي بذلك أحد التدابير الأخيرة ضمن سياسة صفر-كوفيد التي كانت تقي الشعب الصيني من الفيروس لكنها عزلته أيضا عن بقية العالم.

وبدأت الدولة الآسيوية الشهر الماضي تخفيف واحدا من أكثر أنظمة مكافحة كوفيد صرامة في العالم بعد احتجاجات تاريخية ضد سياسة تضمنت إخضاع السكان لاختبارات متكررة وقيودا على الحركة وعمليات إغلاق واسعة ألحقت أضرارا كبيرة بثاني أكبر اقتصاد في العالم.

ويأمل المستثمرون أن تؤدي إعادة الفتح في نهاية المطاف إلى تنشيط الاقتصاد الذي تقدر قيمته بنحو 17 تريليون دولار ويعاني من أدنى معدل نمو له منذ ما يقرب من نصف قرن؛ إلا أن التحول المفاجئ في السياسة أدى إلى موجة هائلة من الإصابات أنهكت بعض المستشفيات وتسببت في تعطيل للأعمال.

يأتي فتح الحدود غداة بداية (تشون يون)، أي أول 40 يوما من السفر بمناسبة العام القمري الجديد، والتي كانت تعد قبل الجائحة أكبر حركة في العالم لعودة الأفراد إلى مناطقهم لقضاء العطلات مع عائلاتهم؛ وتقول الحكومة إنه من المتوقع أن يسافر نحو ملياري شخص هذا الموسم، أي ما يقرب من ضعف حركة العام الماضي وبما يمثل 70 في المئة من مستويات عام 2019.

كما من المتوقع أن يبدأ كثير من الصينيين في السفر للخارج وهو تحول طال انتظار المقاصد السياحية له في دول مثل تايلاند وإندونيسيا لكن حكومات عديدة قلقة من ارتفاع إصابات كورونا في الصين فرضت قيودا على المسافرين الوافدين من البلاد.

ويرى محللون أن حركة السفر لن تعود سريعا لمستويات ما قبل الجائحة بسبب عوامل من بينها تراجع الرحلات الدولية.

كما استأنفت الصين يوم الأحد إصدار جوازات السفر وتأشيرات السفر لسكان البر الرئيسي والتأشيرات العادية وتصاريح الإقامة للأجانب، وتحدد بكين حصصا لعدد من يمكنهم السفر بين هونغ كونغ والصين كل يوم.