كتبت: لورا هي (CNN)

نفضت الصين ما تبقى من غبار «كورونا»، وتوسع نشاطها الاقتصادي لأول مرة منذ أربعة أشهر.

بفضل تلاشي الاضطرابات الناجمة عن النهاية المفاجئة لسياسة «صفر كوفيد».

وقفز مؤشر مديري المشتريات الرسمي للتصنيع، الذي يقيس النشاط في المصانع، إلى 50.1 نقطة في يناير كانون الثاني من العام الجاري، مقارنة بـ47 في ديسمبر كانون الأول من العام الماضي، وفقاً للمكتب الوطني للإحصاء.

وهذه بالفعل المرة الأولى التي يتجاوز فيها المقياس علامة الخمسين نقطة منذ سبتمبر أيلول 2022، وتشير القراءة فوق 50 نقطة إلى التوسع، في حين أن رقماً أقل من هذا المستوى يُظهر انكماشاً.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات الرسمي غير الصناعي، الذي يتتبع النشاط في قطاعَي الخدمات والبناء، إلى 54.4 نقطة في يناير كانون الثاني من 41.6 في ديسمبر أيلول، وهو أيضاً أول توسع له في أربعة أشهر.

قال محللون من «نومورا»، في تقرير بحثي، إن هذه علامة على أن موجة عمليات الإغلاق في الصين تقترب من نهايتها، وأضافوا يوم الثلاثاء «نتوقع ارتفاع مؤشرات مديري المشتريات التصنيعية وغير التصنيعية في فبراير شباط، حيث يتكيف المزيد من الناس مع العيش مع كوفيد».

وأشاروا إلى أن النشاط الصناعي سوف ينتعش أيضاً بعد عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، ويغطي مؤشر «بي إم أي» الرسمي بشكل أساسي الشركات الكبرى والشركات المملوكة للدولة، بينما يركز مؤشر «سايشين»، الذي سيصدر في وقت لاحق من هذا الأسبوع، على الشركات صغيرة ومتوسطة الحجم.

الانفتاح الاقتصادي

ألغت الصين معظم القيود المتعلقة بالوباء في أوائل ديسمبر كانون الأول الماضي، لتنهي بذلك سياسة «صفر كوفيد» التي استمرت ثلاث سنوات، لكن التحول المفاجئ في السياسة الصينية فاجأ العامة، ما أدى إلى الانتشار السريع للعدوى.

وأضرت زيادة الإصابات بالمصانع والأسواق الاستهلاكية، حيث تقلص النشاط البشري وأُجبرت المصانع على الإغلاق بسبب قلة عدد العاملين، لكن يبدو أن الأمر في نهايته.

وقالت شينا يو محللة الاقتصاد الصيني في «كابيتال إيكونوميكس» إن مؤشرات مديري المشتريات الرسمية تشير إلى حدوث انتعاش سريع في النشاط الاقتصادي هذا الشهر مع تلاشي الاضطراب الناتج عن إعادة فتح الاقتصاد.

تحسنت جميع قطاعات المؤشرات هذا الشهر، وحدث الانتعاش الأكثر أهمية في قطاع الخدمات، حيث ارتفع إلى 54 نقطة في يناير كانون الثاني، من مستوى قياسي منخفض بلغ 39.4 في ديسمبر كانون الأول، عندما أدى الارتفاع الكبير في إصابات «كوفيد-19» إلى بقاء الناس في منازلهم.

وقال محللو نومورا «كان الانتعاش القوي مدفوعاً في الغالب بانتعاش الطلب على الخدمات الشخصية، بما في ذلك السياحة والضيافة والترفيه، التي تضررت بشدة من الوباء على مدى السنوات الثلاث الماضية».

تدفق الناس على المواقع ذات المناظر الخلابة، وشاهدوا عروض الألعاب النارية وازدحموا في المطاعم والفنادق، وطار المسافرون داخل الصين عبر 308 ملايين رحلة خلال عطلة رأس السنة القمرية الجديدة بزيادة 23 في المئة على الفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً للبيانات الصادرة عن وزارة الثقافة والسياحة الأسبوع الماضي.