تراجعت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2021، توازياً مع زيارة الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى روسيا بهدف تعزيز دور بكين كصانع سلام محتمل في الحرب الأوكرانية.

ورغم عدم وجود رابط مباشر بين زيارة شي إلى موسكو وهبوط أسعار النفط، فإن الحدث تزامن أيضاً مع تصاعد المخاوف المرتبطة بأزمة المصارف الحالية التي ضغطت أسواق النفط عالمياً.

وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي بنسبة 1.48 في المئة إلى 65.75 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوياته منذ أغسطس آب 2021، بحسب بيانات شبكة «CNN»، كما تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 1.23 في المئة إلى 72.07 دولار للبرميل.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ يحضران اجتماعاً في موسكو
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ يحضران اجتماعاً في موسكو

زيارة رئيس الصين لموسكو

قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين، في تصريحات نقلتها شبكة «CNN»، إن الصين وروسيا «تشتركان في أهداف متشابهة».

وفي تصريحات للكرملين قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، «في السنوات القليلة الماضية، حققت الصين قفزة هائلة إلى الأمام، في العالم كله هذا يثير الاهتمام، وللأسف حتى الحسد».

كما أبلغ بوتين شي بأن روسيا مستعدة لمناقشة مقترحات بكين لحل الأزمة في أوكرانيا، قائلاً إن موسكو «درست عن كثب» المقترحات.

شي يؤكد أن البلدين لديهم أهداف مشتركة.. وبوتين يكرر انفتاحه على التفاوض بشأن أوكرانيا
شي يؤكد أن البلدين لديهم أهداف مشتركة.. وبوتين يكرر انفتاحه على التفاوض بشأن أوكرانيا

وقد تكون المناقشات حول إمدادات الطاقة على جدول الزيارة بحسب بيان صدر يوم الجمعة للكرملين ونقلته «CNN»، إذ إن تدفقات الطاقة مصدر رئيسي للنقد بالنسبة لبوتين للحفاظ على تمويل حربه في أوكرانيا، خاصة مع مواصلة الولايات المتحدة وحلفائها تزويد الحكومة في كييف بالأسلحة للرد على الهجمات الروسية، وتعزيز الدول الغربية عقوباتها ضد روسيا.

في غضون ذلك، أظهرت بيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية، يوم الاثنين، أن إجمالي واردات النفط الروسية بلغ 15.68 مليون طن خلال يناير كانون الثاني وفبراير شباط، أو ما يعادل 1.94 مليون برميل يومياً.

ويمثل هذا ارتفاعاً بنحو 23.8 في المئة، مقابل 1.57 مليون برميل يومياً في الفترة ذاتها من عام 2022، وهو ما يشير إلى تطور العلاقات الروسية الصينية مع تزايد العقوبات الغربية ضد موسكو منذ غزوها أوكرانيا.

وفاقت كميات النفط الروسي تلك التي صدّرتها السعودية للصين في الشهرين الأولين من عام 2023، إذ جذب النفط الروسي الرخيص بسبب العقوبات الغربية شهية المشترين في الدولة الآسيوية.

وكانت روسيا ثاني أكبر مورد نفط خام للصين العام الماضي بنحو 86.2 مليون شحنة، وكانت السعودية المورد الأكبر لبكين في عام 2022، إذ صدّرت 87.49 مليون طن من النفط الخام خلال العام، وهو ما يعادل 1.75 مليون برميل يومياً.