انتعشت الأسواق في أوروبا وآسيا يوم الجمعة بعد إنقاذ مجموعة من المقرضين الأميركيين الرئيسيين بنك «فيرست ريبابليك»، ما خفف المخاوف بشأن الاضطرابات المصرفية الحالية.

وقال محللو «دويتشه بنك» في مذكرة يوم الجمعة، إنه «عاد بعض التفاؤل إلى الأسواق خلال الـ24 ساعة الماضية، مع استقرار أسهم البنوك على جانبي الأطلسي».

من المقرر أن يتلقى بنك «فيرست ريبابليك» دفعة مالية بقيمة 30 مليار دولار، ما يعتبره البعض بمثابة شريان حياة مقدم بواسطة مجموعة من أكبر البنوك الأميركية، بما في ذلك «جي بي مورغان تشيس»، و«بنك أوف أميركا»، و«ويلز فارغو»، و«سيتي غروب»، و«ترويست».

الأخبار الجديدة طمأنت المستثمرين، الذين كانوا في حالة قلق شديد بشأن أزمة مصرفية محتملة في أعقاب انهيار بنكين أميركيين، فضلاً عن الاضطراب في «كريدي سويس» خلال الأسبوع الماضي، في حين أغلقت الأسهم الأميركية على ارتفاع، مع صعود أسهم التكنولوجيا يوم الخميس، أما عن الأسهم الأميركية فقد أغلقت على ارتفاع، مع صعود أسهم التكنولوجيا.

الأسهم الأوروبية

سجلت الأسهم الأوروبية مكاسب يوم الخميس مع طمأنة المستثمرين من الأخبار التي تفيد بأن بنك «كريدي سويس» سيستفيد من شريان الحياة الذي قدمه البنك الوطني السويسري، إذ يقترض ما يصل إلى 50 مليار فرنك سويسري (53.7 مليار دولار).

استمر الارتفاع في أوروبا يوم الجمعة، على الرغم من أن المكاسب كانت متواضعة، وارتفع مؤشر «ستوكس 600 الأوروبي»، الذي يُعتبر مؤشراً قياسياً، بنسبة 0.3 في المئة في التعاملات المبكرة.

كما ارتفع مؤشر «داكس» الألماني بنسبة 0.4 في المئة، و«سي آيه سي 40» الفرنسي بنسبة 0.07 في المئة.

كما افتتح مؤشر البنوك «ستوكس 600 الأوروبي» الذي يقيس 42 بنكاً كبيراً في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، على ارتفاع، قبل أن يتداول بشكل ثابت بحلول منتصف الصباح، وكان المؤشر انخفض بنسبة 13 في المئة في الأسبوع المنتهي يوم الخميس.

ارتفع مؤشر «إف تي إس إي 100»، وهو المؤشر ذو الحيثية العالية على صعيد البنوك في لندن، بنسبة 0.6 في المئة.

لكن تراجعت الأسهم في «كريدي سويس» بما يصل إلى 5 في المئة في التعاملات المبكرة، لتبتلع المكاسب التي تحققت يوم الخميس، في إشارة إلى عدم استعادة ثقة المستثمرين في مستقبل البنك بالكامل.

الأسهم الآسيوية

في آسيا، أغلق مؤشر «هانغ سينغ» في هونغ كونغ على ارتفاع بنسبة 1.64في المئة، وارتفع مؤشر شنغهاي المركب الصيني بنسبة 0.73 في المئة، وارتفع مؤشر «نيكي» الياباني بنسبة 1.2 في المئة، وارتفع مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية بنسبة 0.8 في المئة عند إغلاق السوق، وجاءت هذه الارتفاعات في أعقاب انخفاضات كبيرة يوم الخميس.

كما ارتفعت أسهم التكنولوجيا والعقارات والأسهم المالية الصينية في جميع المجالات، وأغلقت «بايدو» على ارتفاع 14 في المئة في هونغ كونغ، بعد أن قدمت بعض شركات الأوراق المالية مراجعات أولية إيجابية لتطبيق الشركة الذي يشبه «تشات جي بي تي».

وأنهى المطور العقاري «كانتري غاردن» اليوم على ارتفاع 7.7 في المئة، بعد أن أظهر سوق العقارات في الصين علامات مبكرة على التعافي.

وأشارت بيانات رسمية، الخميس، إلى أن أسعار المساكن الجديدة لشهر فبراير شباط ارتفعت للمرة الأولى منذ أغسطس آب 2021.

تخفيف التوترات المصرفية

وقال «يب جون رونغ» محلل السوق في «أي جي» عقب الاضطرابات المالية العالمية الأخيرة، «إنه كان من المتوقع أن يكون بنك «فيرست ريبابليك» هو قطعة الدومينو التالية التي ستنهار».

وأضاف «لكن الإنقاذ على مستوى الصناعة لدعم الموارد المالية للبنك قدم بعض التطمينات التي كانت ضرورية للتخفيف من التوترات المصرفية الإضافية.»

وظل المستثمرون في جميع أنحاء العالم يحبسون أنفاسهم لمدة أسبوع بعد الانهيار السريع لبنك «سيليكون فالي» و«بنك سيغنتشر»، ما أثار مخاوف بشأن صحة القطاع المصرفي العالمي.

وتفاقمت المخاوف يوم الأربعاء بعد هبوط أسهم بنك «كريدي سويس» في أوروبا.

اتخذ المنظمون على جانبي المحيط الأطلسي تدابير طارئة لتعزيز الثقة، بما في ذلك حماية الودائع في بنك «سيليكون فالي» و«بنك سيغنتشر».

تجاهلت الأسهم الأوروبية في الغالب قرار البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس، بالتمسك بخطته لرفع أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية.

كتب أولريك كاستينس، الخبير الاقتصادي لأوروبا، في «دي دابليو إس»، في مذكرة بحثية يوم الجمعة، «أن أنباء رفع الفائدة جيدة على خلفية معدلات التضخم المرتفعة باستمرار»، وأشار إلى أن هذه المؤشرات «في الوقت نفسه، تؤكد من جديد عزم المركزي الأوروبي على التدخل في إجراءات السيولة إذا كان استقرار السوق المالي مهدداً».

وينتظر المستثمرون الآن قرار سعر الفائدة المرتقب من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خلال الأسبوع المقبل، ويتوقعون على نطاق واسع أن يرفع البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.