هوت أسهم المقرض السويسري «كريدي سويس» بانخفاض بنحو 30 في المئة، يوم الأربعاء، إلى مستوى قياسي.

إذ قال رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي السعودي، عمار الخضري، إن البنك لن يزيد حصصه في «كريدي سويس»، في مقابلة مع وكالة بلومبيرغ.

وقال الخضري «نملك الآن 9.8 من البنك، حال زادت حصتنا إلى 10 في المئة ستطبق قواعد جديدة، نحن غير مستعدين لقواعد جديدة».

وأدلى الخضري بتصريحات مماثلة لرويترز على هامش مؤتمر بالسعودية.

وبسبب سلسلة من الخطوات غير المحسوبة وفشل الامتثال، خسر «كريدي سويس»، الذي كان واحداً من أكبر لاعبي بورصة وول ستريت، سمعته بين العملاء والمستثمرين وخسر عدد من المديرين في البنك وظائفهم.

خلال العام الماضي سحب عملاء البنك السويسري 133 مليار دولار تقريباً، معظمها في الربع الرابع، وسجل البنك خسارة سنوية بمقدار 7.9 مليار دولار تقريباً، وهي أكبر خسارة تكبدها البنك منذ الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008.

وفي أكتوبر تشرين الأول، بدأ «كريدي سويس» في خطة إعادة هيكلة جذرية تضمنت تسريح 9000 موظف، وتفكيك بنكها الاستثماري، والتركيز على إدارة الثروات.

وتعهد البنك الوطني السعودي بتقديم 1.5 مليار دولار من أصل 4 مليارات دولار تطلبها البنك السويسري لتمويل إصلاحاته.

وقال الخضري إنه تفاءل بشأن إعادة الإصلاح، وإنه لم يعتقد أن البنك السويسري سيحتاج أي تمويل إضافي.

وأكد الخضري في مقابلة مع رويترز «نحن سعداء بالخطة التي وضعوها، وهو بنك قوي جداً».

وأضاف «لا أعتقد أنهم سيحتاجون تمويلاً إضافياً، فإذا نظرت إلى النسب ستجد أنهم بخير، كما أن البنك يخضع لقواعد تنظيمية صارمة في سويسرا وبقية البلدان».

الأسواق تدق ناقوس الخطر

في المقابل، تم تداول أسهم البنك على انخفاض بنحو 30 في المئة في زيورخ، يوم الأربعاء، ورفض «كريدي سويس» التعليق على هذا.

كما رفض البنك الوطني السويسري التعليق أيضاً، وقال البنك المركزي الأوروبي إنه لا يستطيع التعليق على حالات فردية.

وللبنك المركزي الأوروبي دور غير مباشر في تنظيم شأن «كريدي سويس» بسبب وجود الأخير في بلدان تقع في منطقة اليورو مثل ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا.

وامتد التراجع إلى أسهم البنوك الأوروبية مثل بعض البنوك الفرنسية والألمانية، «بي إن بي باريبا» و«سوسيتيه جينرال» و«كوميرتس بانك» و«دويتشه بانك»، بانخفاضات تتراوح بين 8 و10 في المئة.

واعترف «كريدي سويس» ثاني أكبر بنك سويسري، يوم الثلاثاء، بوجود ضعف جوهري في تقاريره المالية، وألغى مكافآت كبار المديرين التنفيذيين، كما نوه البنك في تقريره السنوي إلى أنه وجد أن «الرقابة الداخلية للمجموعة على التقارير المالية لم تكن فعالة» لأنها فشلت في تعريف المخاطر المحتملة للوضع المالي للبنك، وأضاف أنه يعمل حالياً على خطة للخلاص.

وفي حديث لبلومبيرغ قال المدير التنفيذي للبنك، أولريش كورنر، إن البنك شهد «تدفقات نقدية جيدة» للأموال، يوم الاثنين، حتى مع حالة الفزع التي تبعت انهيار بنك وادي السيليكون وبنك سيغنيتشر في الولايات المتحدة.

وأضاف كورنر أن التدفقات الخارجة عن البنك «هدأت بشكل كبير» بعد سحب عملائه ودائع بقيمة 122 مليار دولار في الربع الأخير من العام الماضي، وأكد كورنر أن انهيار بنك سيليكون فالي مثّل «حادثة فردية إلى حد ما»، وأضاف أن «كريدي سويس» يتبع «معايير أعلى فيما يتعلق بتمويل رؤوس الأموال والسيولة وغيرها».

كتب- مارك طومسون وآنا كوبان (CNN)