أثار الانهيار السريع ل بنك سيليكون فالي مخاوف قطاعي التكنولوجيا والبنوك في السوق الأميركية، ما يطرح تساؤلات حول الضحية التالية، وتسببت موجة من سحب الودائع على مدار يومين من قبل عملاء البنك في أكبر أزمة مصرفية في الولايات المتحدة منذ 2008.

وسحب عملاء البنك الأميركي الذي تتركز أعماله على الشركات الناشئة خاصة في قطاع التكنولوجيا، نحو 42 مليار دولار من بنك «سيليكون فالي» يوم الخميس.

وبلغ رصيد السيولة لدى البنك بنهاية اليوم مديناً بنحو 958 مليون دولار.

وفشل بنك «سيليكون فالي» في توفير السيولة الكافية للوفاء بالتزاماته لباقي العملاء، وأغلقت إدارة الحماية المالية والابتكار في كاليفورنيا البنك يوم الجمعة، ووضعته تحت الحراسة القضائية لمؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية.

وأعرب مستثمرون عن خشيتهم من أن تواجه البنوك الأخرى التي تمارس أنشطة بنك «سيليكون فالي» نفسها المصير نفسه، كما تشعر «وول ستريت» بالقلق من احتمال انهيار شركات التكنولوجيا التي احتفظت بودائعها في البنك.

الأزمة المالية في 2008

أدت اللوائح التي طبقتها الولايات المتحدة في أعقاب الأزمة المالية في عام 2008، إلى تعزيز البنوك الكبرى احتياطياتها الطارئة لمواجهة مثل تلك الأزمات، ما يعني أن النظام المصرفي العالمي بعيد عن شبح الانهيار الذي واجهه قبل عقد ونصف من الآن.

«النظام المصرفي بشكل عام أكثر مرونة، ولديه أساس أفضل مما كان عليه قبل الأزمة المالية» بحسب شالاندا يونغ، مدير مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض.

وأضافت يونغ «هذا يرجع -إلى حد كبير- إلى الإصلاحات التي تم تطبيقها».

وأشارت يونغ إلى أن المشكلات التي تعرض لها بنك «سيليكون فالي» كانت فريدة من نوعها، فقد مَول البنك ما يقرب من نصف شركات التكنولوجيا والرعاية الصحية، معظم البنوك متنوعة بشكل أفضل من ذلك.

وانخفض سوق الأسهم بأكثر من 3 في المئة يومي الخميس والجمعة وسط تكهنات واسعة النطاق بأن العملاء قد يبدؤون في سحب أموالهم من البنوك الأصغر أيضاً.

خطة الإنقاذ

كانت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، على اتصال مع المنظمين الماليين طوال عطلة نهاية الأسبوع، وتعمل معهم «بجد» بعد انهيار بنك «سيليكون فالي».

لكن يلين قالت في مقابلة مع شبكة «سي بي إس» يوم الأحد، إن حزمة الإنقاذ لن تكون كبيرة في ظل الإصلاحات التي طُبقت في أعقاب الأزمة المالية العالمية في 2008.

وأعلنت الحكومة الأميركية، يوم الاثنين، أن جميع أموال المودعين في بنك «سيليكون فالي» المنهار ستُرد، مؤكدةً أن عملاء بنك «سيليكون فالي» سيتمكنون من الوصول إلى حساباتهم بشكل كامل، كما أنشأت الجهات التنظيمية منشأة جديدة حتى يمكن للمصارف الحصول على تمويلات الطوارئ.

واتخذ مجلس الاحتياطي الاتحادي قراراً للتيسير على البنوك الاقتراض منه في حالات الطوارئ.

وقال آرون كلاين كبير الزملاء الاقتصاديين في معهد بروكينغز، ومساعد سابق في وزارة الخزانة الأميركية، إن انهيار بنك «سيليكون فالي» لن يؤدي إلى انهيار النظام المالي كما رأينا في عام 2007 و2008.

لكنه لم يستبعد أن يكون لانهيار البنك تداعيات سلبية على القطاع المصرفي، خاصةً أنه ليس أول بنك يتعرض للتصفية هذا الأسبوع.

(CNN – ديفيد غولدمان)