على الرغم من أنها عاصمة ثقافية، فقد تم اغفال باريس منذ فترة طويلة كوجهة لشراء وبيع قطع الفن المعاصر. وكون جيرانها بريطانيا وسويسرا موطن أكبر سوق للفنون في أوروبا وأكبر معرض فني في العالم، كافحت فرنسا دائماً لحماية مكانتها كمركز لهواة جمع التحف الفنية.

عادت باريس لتبرز كوجهة فنية مدعومة بالفعل بالتدفق المحتمل للأعمال من لندن بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقد حصلت على دفعة إضافية من خلال افتتاح معرض باريس + بار آرت بازل.  Paris + par Art Basel.

استقطبت النسخة الباريسية الأولى من المعرض الرفيع المستوى الذي اختتم في 23 أكتوبر الماضي في “غراند باليه أفميري” Grand Palais Éphémère، حوالي 40 ألف شخص، وشاركت فيه 150 صالة عرض فنية من 30 دولة بحسب بيان صحافي.

تأسس “بازل آرت” بالأساس في مدينة بازل بسويسرا، وتم توسيعه منذ ذلك حين ليشمل ميامي وهونج كونج.

سجل منظمو المعرض ما وصفوه بالمبيعات “النشطة”. وعلى الرغم من أن الصالات الفنية المشاركة ليست ملزمة بالإفصاح عن أرقامها، إلا أنه قد تم ابرام أكثر من اثنتي عشرة صفقة مؤكدة تزيد عن مليون دولار. وكان من بينها أعمال فنية لأسماء كبرى مثل أليكس كاتز وكريستوفر وول وجورج باسيليتز.

حققت صالة عرض التاجر الألماني ديفيد زويرنر والتي تحمل اسمه ما لا يقل عن أربعة مبيعات من سبعة أرقام، بما في ذلك لوحة جوان ميتشل “الحدود” التي تعود إلى عام 1989، والتي ذهبت إلى مجموعة خاصة مقابل 4.5 مليون دولار.

وحصل عمل فني لروبرت رايمان لا يحمل عنوانًا نحو 3 ملايين دولار. في حين بيع عملين جديدين للرسام الأمريكي جورج كوندو مقابل 2.65 مليون دولار و1.55 مليون دولار، لمعرضي Hauser & Wirth وSprüth Magers، على التوالي.

وسُجل حضور مجموعة متنوعة من كبار الجامعين وممثلي المتاحف والمستشارين الفنيين، وكذلك الرئيس الفرنسي والسيدة الأولى إيمانويل وبريجيت ماكرون.

كما تضمن برنامج المعرض الكثيف عرضًا للصالات الناشئة، وسلسلة من الحوارات وأكثر من 20 عملاً فنيًا عامًا تم عرضها في جميع أنحاء العاصمة الفرنسية كجزء من برنامج “المواقع”.

ووصفت كليمانت دلبين مديرة المعرض الحدث بأنه “نقطة تحول” لعالم الفن الفرنسي. وقالت:” إن الحماسة التي سادت في القاعات وفي جميع أنحاء باريس هي شهادة على الزخم المتجدد للمدينة وروح الزمالة التي جعلت النجاح الاستثنائي لهذه النسخة الأولى ممكنًا”.

تحويل التركيز

منحت حقوق استضافة المعرض للشركة الأم MCH Group التابعة لـ “آرت بازل” Art Basel، بعد منافسة عامة. وستشهد الاتفاقية التي أعلن عنها في يناير الماضي وتستمر سبع سنوات، انتقال الحدث السنوي من موقعه المؤقت الحالي إلى “غراند باليه” Grand Palais التاريخي بمجرد اكتمال أعمال الترميم فيه عام 2024.

كان أصحاب صالات عرض فنية محلية يأملون في أن يساعد الوزن التنظيمي لشركة آرت بازل وسمعة سوق الفن في جذب العملاء الدوليين الأثرياء. وفي حديثه لرويترز، قال كمال منور مالك إحدى صالات العرض الفنية ” إن العمل مع آرت بازل ساعد في جذب “نوع جديد من الجمهور القادم من أمريكا وآسيا”.

وقال مينور، الذي أشار إلى ببيعه عملين للنحات ألبرتو جياكوميتي مقابل 2.75 مليون دولار و1.45 مليون دولار على التوالي، “إن باريس لديها بالفعل الكثير من الطاقة، لكن المعرض أحدث تسارعاً. باريس تزدهر”.

وكانت العاصمة الفرنسية قد شهدت افتتاح عدد من صالات العرض الفنية الرئيسة في السنوات الأخيرة، وسط اعتقاد بأن فرنسا قد تستفيد من حال عدم اليقين بشأن سوق الفن في لندن بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ولكن ورغم انخفاض حصة المملكة المتحدة من مبيعات الفن العالمية من 20% في عام 2020 إلى 17% العام الماضي، فإنها لا تزال أكثر من ضعف حصة فرنسا، وفقًا للتقرير السنوي لـ UBS وArt Basel.

قد يكون ضعف الجنيه الإسترليني قد ساهم أيضًا في موجة من المبيعات الرئيسية في Frieze، والتي شهدت الأسبوع الماضي بيع تحفة فنية للفنان الهولندي في القرن السادس عشر Brueghel the Elder مقابل 10 ملايين دولار، من بين سلسلة من الصفقات الكبرى.