تتجه مطارات عدة في المنطقة إلى اعتماد تكنولوجيا جديدة تسمح بأن تكون بصمة وجه المسافر هي بطاقة مروره للصعود إلى الطائرة والدخول إلى صالات الانتظار، وفق شركة سيتا لتكنولوجيا المعلومات في قطاع النقل الجوي.

وقال هاني الأسعد، رئيس «سيتا» في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، في حديثه لـ«CNN الاقتصادية»، إن «كثيراً من المطارات في المنطقة العربية باتت أكثر تطوراً من المطارات في مناطق أخرى من العالم، الأمر الذي يتضح من خلال النظر إلى الجوائز التي تحصل عليها بعض المطارات، كمطار حمد الدولي ومطار أبوظبي ودبي وغيرها من المطارات التي باتت تنافس وتتفوق على مطارات عالمية».

مستقبل السفر والطيران

وحول مستقبل السفر في الوقت القريب، أوضح الأسعد أن “الموبايل” اليوم أصبح بمثابة جهاز تحكم، بحيث يمكن للمسافر عبره تسجيل الوصول والصعود إلى الطائرة، لافتاً إلى أن المطارات يجب أن تكون مجهزة بما يتناسب مع ذلك.

وتابع «ما نحاول إنجازه اليوم هو اعتماد بصمة الوجه، بحيث سيكون الوجه هو بطاقة الصعود إلى الطائرة، وعن طريقه يمكن أن تدخل عبر البوابات المختلفة وصالات الانتظار».

كما أكد الأسعد أن الروبوتات والذكاء الاصطناعي ستكون أكثر تغلغلاً في خدمات السفر والمطارات والأمتعة، بحيث تساعد الروبوتات في عمليات توجيه المسافرين داخل المطارات وفي تحميل الحقائب وغير ذلك، كما سيكون الذكاء الاصطناعي مرشداً للمطارات في التنبؤ بالمخاطر.

وتوقع أن تحتوي المطارات على أجهزة أقل في المستقبل بالمطارات.

أحدث التقنيات في عالم السفر

وقال الأسعد، إن «المنطقة العربية خلال عام بدءاً من اليوم ستشهد اعتماد مطار يلي الآخر بصمةَ الوجه، فالبنى التحتية والاستثمارات موجودة، ومطارات المنطقة تتطور أسرع من كثير من مطارات الدول الأخرى».

وأفاد بأن الاختبارات بدأت مع العديد من المطارات، ومنها أبوظبي، والبحرين ومطار حمد الدولي، بالإضافة إلى العديد من المطارات في إفريقيا، وسيكون هناك أربعة إلى خمسة مطارات تطبق هذه التقنية، وستكون لمطارات الإمارات وقطر والسعودية السبق في التنفيذ، وبيّن أن شركات الطيران يجب أن تكون على الخط ذاته لتنفيذ هذه الخطوة.

وحول إمكانية الاستغناء عن جوازات السفر التقليدية، قال الأسعد إنه «يجب أن يحدث لكن ما زال بعيداً، فأن يكون الوجه هو بطاقة الصعود ستحدث، ولكن التخلي عن جواز السفر يحتاج إلى وقت وترتيبات حكومية ودبلوماسية وسياسية وقضايا المعاملة بالمثل».

الإنفاق على تكنولوجيا المطارات وشركات الطيران

وفي ما يخص الإنفاق على تكنولوجيا المطارات وشركات الطيران، قال الأسعد «سيصل الإنفاق عالمياً إلى 37 مليار دولار من قبل شركات الطيران و6.8 مليار من المطارات»، متحدثاً عن استطلاع سابق للشركة أظهر أن 96 في المئة من شركات الطيران و93 في المئة من المطارات ستحافظ على مستوى إنفاقها أو تزيد الإنفاق على التكنولوجيا.

وأشار الأسعد إلى أن نحو 4.73 في المئة من إيرادات شركات الطيران و5.4 في المئة من إيرادات المطارات ستوجّه للاستثمار في الخدمات المعلوماتية.

وبالنسبة للشرق الأوسط وإفريقيا، قال «كون المنطقة استثمرت كثيراً في هذا المجال فيمكن أن تصل استثمارات المطارات على التكنولوجيا إلى نحو 1.5 مليار دولار، أما من ناحية شركات الطيران فيمكن أن تتراوح الاستثمارات في التكنولوجيا ما بين ستة وتسعة مليارات دولار، وأكثر الإنفاق على صعيد الدول سيكون سعودياً».

قِدم التكنولوجيا

وفي ما يخص الاضطرابات التي أصابت مطارات عالمية وأثر قِدم التكنولوجيا في هذا الخصوص، أوضح أنه لا أحد يستطيع التنبؤ بحوادث أو تعطل حركة السفر بالمطارات، لافتاً إلى أن الحوادث التي نشهدها طبيعية، والبنية التحتية لمطارات وشركات الطيران في المنطقة مؤهلة للتخفيف من هذه الأحداث، ولا أعتقد أنها تتعلق بأجهزة قديمة، ففي الشرق الأوسط والخليج لدينا أحدث أساطيل وأحدث التكنولوجيات.

التكنولوجيا وإدارة حقائب السفر

وفي حديثه عن مناولة الحقائب داخل المطارات وكيف للتكنولوجيا أن تساعد في تقليص حوادث ضياع الحقائب أو تأخرها كما شهدنا في العديد من المطارات مؤخراً، قال الأسعد، «الحقائب وتأخرها في بعض المطارات كانت نتيجة نقص العمالة والإضرابات العمالية وزيادة السفر بصورة لم تكن متوقعة عالمياً بعد الجائحة».

وأكد أن التكنولوجيا تسهم في زيادة كفاءة عمليات المتابعة وتقليص احتمالية فقدان وتأخير الحقائب والإبلاغ عن الحالات.

يذكر أن شركة سيتا مملوكة بالكامل من قبل شركات نقل جوي، ولديها أكثر من 2500 عميل من شركات الطيران ومطارات وحكومات حول العالم، من ضمنها نحو ألف مطار، وفي المنطقة فقط لديها نحو 150 إلى 170 مطاراً.