في أعقاب الفشل الذي أصاب القطاع المصرفي بالولايات المتحدة، ممثلاً في انهيار بنكي «سيليكون فالي» و«سيغنتشر»، وما يعانيه بنكا «كريدي سويس» و«فيرست ريبابليك»، بات السؤال الأكثر انتشاراً بين العملاء، هو: هل أموالي آمنة؟

في حوار مع فريد زكريا المحلل السياسي ومقدم برنامج «جي بي إس» على شبكة CNN، قال الرئيس التنفيذي السابق لشركة «غولدمان ساكس»، لويد بلانكفين، إن الإجابة عن هذا السؤال لا يمكن حصرها بالنفي أو الإثبات؛ فالإجابة هي نعم، لكن مع بعض التحفظات.

يعود ذلك إلى قرار الحكومة الأميركية بسلب قدرة الاحتياطي الفيدرالي على إصدار ضمان شامل لجميع الودائع، وهي القوة التي استخدمتها في عام الأزمة الاقتصادية 2008.

وعوضاً عن ذلك، فإن البنك المركزي إلى جانب المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع ووزارة الخزانة، يمكنهم ضمان الودائع المصرفية من خلال البنوك في حالة الطوارئ التي قد تطرأ على النظام.

أوضح بلانكفين أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يلمح إلى إدراج أي إدارة أو حدث للبنك تحت طائلة النظام، وسيستخدم السلطة التي يملكها، لكنه غير قادر على إصدار ضمان شامل مقدماً، قائلاً «أعتقد أنه يمكنك الاعتماد عليه، ولكن مع القليل من المخاطرة».

وأضاف زكريا «هناك الكثير من الناس يلجؤون لسحب ودائعهم كخطة إنقاذ، وهذا مثال آخر يعبر عن الرأسمالية للفقراء والاشتراكية للأثرياء».

قال بلانكفين إن الحكومة لا تقدم المساعدة بناءً على مجموعات المودعين التي تأثرت، لكنها تضع بعين الاعتبار المخاطر النظامية على القطاع المصرفي بأكمله، مشدداً على ضرورة حذر العملاء على الرغم من حماية أموالهم، وإلا ستتكرر الأزمة الحالية من جديد.

كما أيد بلانكفين تغيير السياسة لرفع حد التأمين الفيدرالي للتأمين على الودائع، بينما أوضح أن الفرق بين الأوضاع الحالية وأزمة 2008، هو الأصول، إذ امتلكت البنوك أصولاً رديئة في دفاترها، لن يمكن تقييمها على الإطلاق.

وأضاف أن المشكلة الآن تكمن في سحب المودعين لأموالهم، لكن الأصول ربما تكون أموالاً جيدة على المدى الطويل، موضحاً أن رأس المال أفضل للبنوك بسبب الإصلاحات التي حدثت بعد 2008.

أفاد بلانكفين بأن استمرار النموذج المصرفي الحالي دون تطوير، سيعزز من فكرة المودعين حول أمن أموالهم في البنوك الكبيرة فقط، لأنها لا يمكن أن تفشل.

وقال «إن الأسواق تتوقع أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بنسبة 0.25 في المئة، وإنه سيكون من المقبول التوقف عند هذا الحد».

من المقرر أن يعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي عن قراره الأخير بشأن سعر الفائدة القياسي في نهاية اجتماعه المقبل يوم الأربعاء، الذي يستمر يومين.

كتبت- راميشاه ماروف (CNN)

أسهمت في كتابة القصة- أيلين غريف (CNN)