تمضي المملكة المتحدة قدماً في خططها لطرح عملة رقمية، من شأنها أن توفر بديلاً مستقراً للعملات المشفرة مثل البيتكوين أو الإيثر. وقال بنك إنجلترا ووزارة الخزانة البريطانية في بيان يوم الاثنين إن العملة الرقمية الرسمية من المرجح أن تكون مطلوبة في المستقبل، مشيرَين إلى احتمالية طرح الجنيه الرقمي «بريتكوين» في منتصف العقد الجاري.

وبحسب البيان، سيوفر بنك إنجلترا البنية التحتية التأسيسية للجنيه الرقمي، بينما ستصدر الشركات الخاصة محافظ رقمية يمكن الوصول إليها عبر الهواتف الذكية أو البطاقات الذكية.

وقال وزير الخزانة البريطاني جيريمي هانت «الجنيه الرقمي الذي سيصدره ويدعمه بنك إنجلترا يمكن أن يوفر طريقة جديدة موثوقة للدفع، ومن السهل الحصول عليها واستخدامها».

وأضاف «نريد التحقق أولاً مما هو ممكن، مع التأكد دائماً من أننا نحمي الاستقرار المالي».

وقال السير جون كونليف، نائب محافظ بنك إنجلترا للاستقرار المالي في خطاب ألقاه في نوفمبر تشرين الثاني الماضي، إنه بدون طرح الجنيه الرقمي سيتمكن عدد قليل من الشركات الكُبرى من الهيمنة على هذا الابتكار في خدمات الدفع.

التوجه نحو العملات الرقمية

ويدرس العديد من البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم إمكانية إصدار عملات رقمية في ظل التحول التكنولوجي الذي تشهده قطاعات الاقتصاد المختلفة، وعلى عكس العملات المشفرة المتوفرة حالياً، تتميز العملات الرقمية الرسمية بأن لها قيمة مستقرة، وبالتالي يمكن استخدامها بشكل يومي.

ويمكن للعملات الرقمية الرسمية أن تجعل الإنفاق عبر الإنترنت أكثر ملاءمة، كما ستسهم في تسهيل المعاملات العابرة للحدود، وتعزيز المنافسة بين الشركات العاملة في مجال الأصول المالية الرقمية.

وتتسارع وتيرة الجهود المبذولة لإصدار العملات الرقمية بين الاقتصادات الكبرى، إذ تتصدر الصين المقدمة، ويستخدم أكثر من 260 مليون شخص بالفعل اليوان الرقمي كجزء من برنامج تجريبي.

وتستكشف أكثر من 100 دولة فكرة العملات الرقمية التي تصدرها البنوك المركزية، بحسب المجلس الأطلسي للأبحاث، وبالفعل أطلقت 11 دولة -بما في ذلك جزر الباهاما وجامايكا- عملات رقمية رسمية.

وتعمل السويد مع شركة «أكسنتشر» على تطوير عملة الكرونة الرقمية، بينما تقوم غانا حالياً باختبار عملة السيدي الرقمية، في حين تقوم إندونيسيا بتطوير نموذج أولي للروبية الرقمية.

وعلى ما يبدو أن هذه المشاريع لم تتأثر بانهيار بورصة العملات المشفرة «إف تي إكس» الذي حدث مؤخراً، أو بالتقلبات الهائلة في أسعار العملات المشفرة خلال العام الماضي.

وشهدت قيمة البيتكوين انخفاضاً بنسبة 64 في المئة في عام 2022، إلا أنها ارتفعت بنسبة 38 في المئة منذ بداية العام الجاري، تزامناً مع تحسن شهية المستثمرين للمخاطرة.

(جوليا هورويتز -CNN)