مع انتظار إعلان كل من «مايكروسوفت» و«ألفابت» و«أمازون» و«ميتا» عن أرباحهم الأسبوع المقبل، يحيد المستثمرون انتباههم بعيداً عن أرباح البنوك ويوجهونها إلى شركات التكنولوجيا الكُبرى.

ويرجع السبب في ذلك إلى أن عدداً ضئيلاً من أسهم شركات التكنولوجيا ذات رؤوس الأموال الكبيرة عزّزت من مكاسب «إس أند بي 500» خلال الربع الأول، على الرغم من الاضطرابات المصرفية وحالة عدم اليقين بشأن خطة الاحتياطي الفيدرالي لتحقيق استقرار الأسعار وسط مخاوف الركود.

وارتفعت الشركات التكنولوجية بما في ذلك منصات «ميتا» الشركة الأم لشركة «فيسبوك»، و«إنفيديا» و«مايكروسوفت» و« ألفابت» الشركة الأم لمحرك البحث «غوغل» في بداية العام، مع ضخ المستثمرين أموالهم في كُبرى الشركات التكنولوجية، فارتفع مؤشر «ناسداك» المركب بأكثر من 15 في المئة هذا العام.

ولكن إن أعلنت تلك الشركات عن نتائج مخيبة للآمال، أو حذّرت المستثمرين بأي عراقيل من شأنها أن تدفعهم لبيع الأسهم، فقد تبدأ تلك الأسهم في الهبوط، وكذلك سوق الأسهم الأوسع نطاقاً.

بدأ مؤشر «إس أند بي 500» في التراجع إلى حد ما، وأغلق المؤشر القياسي منخفضاً بنسبة 0.1 في المئة الأسبوع الماضي، بعد أن اطّلع المستثمرون على بعض تقارير الأرباح والبيانات الاقتصادية التي كشفت عن صورة معقدة لصحة الاقتصاد.

ما الذي سيبحث عنه المستثمرون؟

سيراقب المستثمرون كل ما يشير إلى أن الاقتصاد قد يتجه نحو الركود، وستتجه أنظارهم نحو الشركات الأكثر قدرة على تجاوزه، إذ يرى المستثمرون أن هذا هو المنهج الأهم منذ بداية موسم بيانات الأرباح، لا سيّما مع استمرار المخاوف بشأن التضخم، وخطط الاحتياطي الفيدرالي لترويضه، واحتمال حدوث ركود في وول ستريت.

الأرباح التكنولوجية والسباق نحو الذكاء الاصطناعي

ازداد الضغط على شركات التكنولوجيا لتطوير وحدات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها بسرعة منذ دخول «تشات جي بي تي» السوق في نوفمبر تشرين الثاني، ومنذ ذلك الحين، عبَّرت كل من «ميتا» و«ألفابت» و«مايكروسوفت» عن نيتها في تعزيز وجودهم في مجال الذكاء الاصطناعي، وكذلك بالنسبة لشركات التكنولوجيا الأُخرى مثل «آي بي إم» و« أمازون» و«بايدو» و«تينسنت».

وعلى الرغم من تحذير بعض قادة التكنولوجيا، بمن فيهم إيلون ماسك، من التداعيات المحتملة للذكاء الاصطناعي، فقد كثرت الاستثمارات بهذا المجال، بما في ذلك استثمارات الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» نفسه.

خفض التكاليف وتسريع العمالة

سيبحث المستثمرون أيضاً عن مدى إسهام إجراءات خفض التكاليف، بما فيها التسريح الجماعي للعمالة، في زيادة صافي أرباح تلك الشركات.

واتجهت شركات التكنولوجيا لتقليص قُواها العاملة العام الماضي في محاولة لتوفير التكاليف بعد إفراطها في التوسع خلال جائحة كوفيد لمواكبة النمو الهائل، والذي جاء مدفوعاً ب أسعار الفائدة المنخفضة وتغير معدلات الاستهلاك بسبب بقاء الأميركيين في منازلهم.

وبدأت وول ستريت العام الماضي في تفضيل الشركات التي تعطي الأولوية لإعادة الأموال إلى مساهميها بدلاً من إنفاقها، بعد رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، ومن المرجّح أن يستمر التفضيل ذاته هذا العام، خاصة مع توقّعات ضعف الاقتصاد.

(كريستال هور – CNN)