شهد عام 2022 تعافياً ملحوظاً في القطاع السياحي، كانت دبي في موقع مكَّنها من قطف ثماره، لتتصدر إنفاق المسافرين الدوليين عند 29.42 مليار دولار، بحسب المجلس العالمي للسفر والسياحة، الذي قال في تقرير منفصل إن القطاع يشهد تحولاً متنامياً صوب السياحة المستدامة.

وتعوِّل دولة الإمارات على القطاع السياحي محركاً رئيسياً ضمن جهودها لتنويع موارد الاقتصاد بدلاً من الاعتماد على النفط.

وبحسب تقرير لمجلس السفر والسياحة، حلت الدوحة في المركز الثاني على قائمة إنفاق الزوار عند 16.79 مليار دولار، ثم لندن بواقع 16.07 مليار، في حين احتلت مكاو المركز الرابع بمقدار 15.58 مليار دولار، وحلت أمستردام في المركز الخامس عند 13.59 مليار دولار.

وكشف المجلس -في تقرير آخر بالتعاون مع مجموعة «تريب.كوم» وشركة «ديلويت»- عن زيادة الشهية للسياحة المستدامة بين المستهلكين، إذ يبحث 69 في المئة من المسافرين بنشاط عن خيارات سفر مستدامة.

ويُظهر التقرير تغيير اتجاهات المسافرين في عام 2022 وما بعده، لتصبح الاستدامة عنصراً أساسياً في جدول أعمال السفر، حيث يتوق المسافرون إلى تقليل انبعاثات الكربون ودعم السياحة غير الملوثة للبيئة.

ووفقاً لمسح تضمنه التقرير، يفكر ثلاثة أرباع المسافرين في السفر بشكل أكثر استدامة في المستقبل، واختار نحو 60 في المئة خيارات سفر أكثر استدامة في العامين الماضيين.

وبحسب التقرير الذي كان نتاج تعاون المجلس العالمي للسفر والسياحة مع عدة جهات متخصصة من ضمنها «سي تريب» و«سكاي سكنر»، خلص استطلاع آخر إلى أن نحو ثلاثة أرباع المسافرين مستعدون لدفع مبالغ إضافية لجعل رحلاتهم أكثر استدامة.

وفي العام الماضي، وبعد أكثر من عامين من اضطراب حركة السفر بسبب جائحة كوفيد-19، أوضح المسافرون أن حبهم للتجول ما زال حياً للغاية، مع زيادة بنسبة 109 في المئة في عدد الوافدين الدوليين مقارنة بعام 2021.

ووفقاً للتقرير، كان المستهلكون في العام الماضي (2022) على استعداد لزيادة ميزانيتهم الخاصة بالعطلات، حيث خطط 86 في المئة من المسافرين لإنفاق المبلغ نفسه أو أكثر على السفر الدولي مقارنة بعام 2019، مع تصدر السياح الأميركيين القائمة بصفتهم من كبار المنفقين.

ويبدو 2023 أفضل من حيث إنفاق المسافرين، على الرغم من المخاوف بشأن التضخم وأزمة تكاليف المعيشة في أنحاء العالم، إذ قال 31 في المئة من المسافرين إنهم يعتزمون إنفاق المزيد على السفر الدولي هذا العام مقارنة بعام 2022، في حين أشار أكثر من نصف المستطلَعين في الإمارات (57 في المئة) والسعودية (53 في المئة) إلى أنهم يتطلعون إلى الإنفاق بشكل كبير في عام 2023.

وقالت جوليا سيمبسون، الرئيس والمدير التنفيذي للمجلس العالمي للسفر والسياحة، «أصبح الطلب على السفر الآن أقوى من أي وقت مضى، ومن المنتظر أن يكون عامُ 2023 عاماً قوياً للغاية بالنسبة للسفر والسياحة»، لافتة إلى أن الاستدامة باتت على رأس جدول أعمال المسافرين.

بدورها أبدت جين صن، الرئيس التنفيذي لمجموعة «تريب.كوم»، تفاؤلها باستئناف حركة السفر بقوة في عام 2023، مدفوعة بشكل أساسي من قبل المستهلكين الصينيين، ما سيساعد في تسريع الانتعاش والتنمية في أنحاء العالم.

وأشار سكوت روزنبرغر، رئيس قطاع النقل العالمي والضيافة والخدمات لدى «ديلويت العالمية»، إلى أن السفر ينتعش من الوباء ويبتكر ويلبي متطلبات أنواع السفر البديلة الأكثر حداثة، والسفر المستدام، والسفر الفاخر، وغير ذلك الكثير.

وقال: «حتى ارتفاع المخاوف المالية الناجمة عن التضخم لا يؤدي إلى إبطاء وتيرة تعافي السفر».

وفي ما يخلص توقعات مجلس السفر والسياحة للسنوات العشر المقبلة، تصدرت هونغ كونغ قائمة إنفاق السائحين عند 52.06 مليار دولار في 2032، ثم مكاو بمقدار 43.14 مليار، ودبي في المركز الثالث بحجم إنفاق للسياح يبلغ 42.98 مليار دولار.