تتأهب الأسواق العالمية لمواجهة أسبوع صعب مع تداعيات انهيار بنك «سيليكون فالي» المتخصص في تمويل الشركات الناشئة، والذي يمثّل الانهيار الأكبر لبنك في الولايات المتحدة منذ الأزمة المالية لعام 2008، تزامناً مع انتظارها بيانات اقتصادية رئيسية واجتماعات سياسات مهمة.

من المقرر صدور أرقام التضخم لشهر فبراير شباط، يوم الثلاثاء، وتليها ميزانية المملكة المتحدة، يوم الأربعاء، واجتماع سعر الفائدة للبنك المركزي الأوروبي يوم الخميس.

تأثير «الدومينو» على الأسواق

زادت تذبذبات سوق الأسهم، إذ ارتفع «مؤشر الخوف فيكس» بالفعل يوم الجمعة إلى أعلى مستوياته منذ أكتوبر تشرين الأول، كما ارتفع مؤشر «إنتركونتيننتال بنك أوف أميركا ميرل لينش- موف» إلى أعلى مستوياته منذ منتصف ديسمبر كانون الأول، وهو مؤشر لقياس تقلبات سوق الدخل الثابت في الولايات المتحدة.

أما في الشرق الأوسط، فأنهت أسواق الأسهم يوم الأحد على انخفاض، فيما تكبدت البورصة المصرية أعلى الخسائر، وفي قطر، كانت جميع الأسهم تقريباً في المنطقة السلبية، بما في ذلك مصرف قطر الإسلامي، الذي انخفض بنسبة 3.9 في المئة.

ووصل صدى الهزات الارتدادية لأصول أُخرى، إذ فقدت عملة «يو إس دي كوين» المشفرة المرتبطة بالدولار الأميركي جزءاً كبيراً من قيمتها، وتراجعت إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق، يوم السبت، وقد استردت لاحقاً معظم خسائرها بعد أن أكدت شركة «سيركل»، وهي الشركة الأميركية المصدرة للعملة، للمستثمرين أنها ستحترم ربط العملة، بالرغم من تأثرها بانهيار بنك «سيليكون فالي».

ومع ذلك كله، من المرجح أن يستمر اضطراب القطاع المصرفي.

قالت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، يوم الأحد، إنها تعمل مع المنظمين للرد على انهيار البنك، لكن من المحتمل أن يبدأ المستثمرون يوم التداول، يوم الاثنين، قبل استيعاب التطورات الأخيرة.

وامتد «تأثير الدومينو» لانهيار بنك سيليكون فالي ليصل إلى بنوك الولايات المتحدة الأخرى، وتضررت أسهم البنوك الإقليمية والصغيرة بشدة يوم الجمعة، إذ انخفض مؤشر البنوك الإقليمية «ستاندرد أند بورز 500» بنسبة 4.3 في المئة، لتصل خسارته خلال الأسبوع إلى 18 في المئة، وهو أسوأ أسبوع له منذ عام 2009.

ضربات محتملة

تكافح الحكومة البريطانية، يوم الأحد، لتقليل الأضرار التي لحقت بقطاع التكنولوجيا، وقال رئيس الوزراء ريشي سوناك إن الحكومة البريطانية تعمل على إيجاد حل للحد من الضربات المحتملة على الشركات، والناتجة عن فشل فرع البنك في المملكة المتحدة.

وذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز، يوم الأحد، أن انهيار «سيليكون فالي» ترك العديد من الصناديق والشركات التقنية الناشئة الصينية في مأزق، إذ كان البنك بمثابة جسر تمويل رئيسي للاستثمارات العاملة بين الصين والولايات المتحدة.

وقالت حاضنة الأعمال الصينية في بنك «سيليكون فالي» يوم السبت، إن لديها هيكلاً مؤسسياً سليماً وميزانية عمومية تعمل بشكل مستقل.

وبعد تزايد التوقعات لمزيد من رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وأوروبا، يفكر المستثمرون فيما إذا كان الاضطراب في القطاع المصرفي من شأنه أن يجبر البنوك المركزية على إعادة حساباتها.

سيركز المستثمرون على البنك المركزي الأوروبي، والذي ربما سيرفع سعر الفائدة مرة أُخرى، يوم الخميس، وأدى الارتفاع المفاجئ في التضخم الأساسي في فبراير شباط إلى قلق صانعي السياسة من أن ضغوط الأسعار قد تستمر.

قد تطغى تداعيات الانهيار في بريطانيا على ميزانية وزير المالية البريطاني جيريمي هانت؛ فمن المتوقع أن يعطي هانت الأولوية للحفاظ على استقرار المالية العامة، ومقاومة الضربات التي قد تزعزع استقرار الجنيه الإسترليني أو الأسهم أو السندات الذهبية.

المصدر (رويترز)