يتلهف الناس على حزم أمتعتهم للسفر بعد فترات طويلة قضوها في المنازل أثناء جائحة كورونا، لكن مع ارتفاع معدلات التضخم يسعى السائحون لتوفير نفقات السفر بوسائل عديدة، مثل اختيار رحلات قصيرة، وتجنب الفنادق الفاخرة.

وقال أكسل هيفير، الرئيس التنفيذي لمنصة «تريفاغو» للبحث، لشبكة CNN «هناك انخفاضات كبيرة في الأجور في العديد من الأسواق، وهذا يعني أنك بحاجة إلى توفير المال».

نتيجة لذلك راجت الفنادق من فئة النجمتين أو الثلاثة نجوم، في حين تراجع الإقبال على الفئات الأعلى، وفقًا لهيفير. كما يبحث السائحون عن الوجهات الرخيصة، فمثلاً أظهرت منصة «تريفاغو»، التي تسمح للمتصفحين بالمقارنة بين أسعار الفنادق المختلفة حول العالم، تزايد اهتمام السائحين بالوجهات ذات التكلفة الأقل مثل المغرب والبرتغال.

في غضون ذلك، لا يزال السفر الداخلي قوياً في دول مثل بريطانيا، التي شهدت تقلبات كبيرة في الجنيه الاسترليني في الأشهر الأخيرة، ما صعّب مسألة التخطيط لرحلات خارجية في المستقبل.

وبفضل معدلات الطلب العالية وارتفاع الأسعار، ينتظر القطاع السياحي عاماً قوياً، إذ يتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) أن تعود شركات الطيران العالمية إلى الربحية في 2023 لأول مرة منذ أربع سنوات، حتى مع استمرار تباطؤ النمو الاقتصادي.

في الوقت الحالي لا تزال حجوزات السفر الجوي أقل من مستويات ما قبل الجائحة، فوفقاً لبيانات من شركة فورواردكيز لتحليلات السفر، ظلت حجوزات الطيران العالمية أدنى بنسبة 22 في المئة منذ بداية العام الجاري حتى الثاني من فبراير شباط الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.

لكن من المتوقع أن يتغير هذا قريباً، فمع إلغاء متطلبات الحجر الصحي والاختبارات الصينية للفيروس، تتوقع منظمة السياحة العالمية أن تتراوح أعداد السائحين حول العالم من 80 في المئة إلى 95 في المئة من مستويات ما قبل الوباء خلال هذا العام، «اعتماداً على مدى التباطؤ الاقتصادي، والتعافي المستمر للسفر في آسيا، وتطورات الحرب الروسية الأوكرانية».

وقال هيفر إنه يتوقع زيادة في عدد المسافرين من الصين إلى المدن الكبرى في آسيا، وأوروبا، وأميركا الشمالية خلال الصيف، ما قد يؤدي إلى زيادة أسعار الفنادق والرحلات الجوية، وارتفعت تكلفة رحلات الطيران بشكل حاد على مر السنوات الأخيرة بسبب نقص العمالة والتأخير في تسليم الطائرات التجارية.

قد يسمح هذا المناخ لمقدمي الخدمة منخفضة التكلفة أن يفرضوا رسوماً أعلى، فمثلاً تتوقع شركة «رايان اير»، التي تزيد من حصتها السوقية على حساب شركات الطيران المنافسة، أنها ستكون قادرة على رفع أسعار الرحلات الجوية خلال عيد القيامة وموسم الصيف بسبب الطلب القوي من السائحين الأميركيين والآسيويين، مع ضعف المنافسة من شركات الطيران الأخرى.

وسجّلت الشركة أرباحاً قياسية خلال الربع الأخير من العام الماضي بفضل ارتفاع أسعار خدماتها بنسبة 14 في المئة مقارنة بفترة ما قبل الجائحة.

(جوليا هورويتز – CNN)