قال موقع تويتر إن أجزاء من رمز الملكية الخاص به قد نشر عبر الإنترنت وتم تسريبه وظل منشوراً حتى يوم الجمعة، حينما طالبت الشركة بإزالة المادة من الموقع الإلكتروني، وقدمت طلباً للمحكمة لتعقب مصدر التسريب.

احتوى التسريب على مقتطفات من شفرة مصدر تويتر –وهي البرمجة التي تُشغل منصة تويتر وأدواته الداخلية– وقد نشرت على موقع البرامج الإلكترونية عبر الإنترنت «جيت هب»، وذلك وفقاً لإيداع المحكمة يوم الجمعة من قبل محامي تويتر.

نُشرت الملفات بواسطة مستخدم مجهول لموقع «جيت هب» أطلق على نفسه هوية FreeSpeechEnthusiast، أي «المتحدث الحر»، وأُنشئ هذا الحساب في 3 يناير كانون الثاني ولا يبدو أنه نشر أي مواد أخرى غير شفرة رمز تويتر.

يمثل تسريب الشفرة أحدث واقعة على تويتر، منذ أن سعى الرئيس التنفيذي إيلون ماسك لكبح جماح الانخفاض الحاد في إيرادات تويتر، من خلال تسريحات كبيرة للعمال وإجراءات أخرى لخفض التكاليف، إذ قال بعض الخبراء إنها خطوات تخاطر بسلامة المنصة وجعلها أقل أماناً.

ماذا يعني هذا؟

ويمكن لهذا التسريب لشفرة المصدر لتطبيق تويتر أن يُقدم مجالاً لمعرفة كيفية تصميم الشركة لمنتجها، بل وأيضاً قادر على منح المجرمين والمحتالين فرصة اكتشاف أو استغلال الثغرات الأمنية ونقاط الضعف في استخدام تويتر.

انطلق تويتر في مهمة جادة لتحديد الشخص أو المجموعة التي تقف وراء حساب «FreeSpeechEnthusiast» على موقع «جيت هب» بالإضافة لمحاولة معرفة أي شخص ربما تفاعل مع الشفرة المسربة.

تقدمت تويتر بطلب استدعاء إلى محكمة في كاليفورنيا، بهدف إجبار موقع «جيت هب» على إعطاء عناوين بروتوكولات الإنترنت ومعلومات الاتصال وسجلات الوصول المرتبطة بالحادث التي من خلالها يمكن تحديد هوية الجهاز المستخدم على شبكة الإنترنت لدخول هذا الحساب الذي قام بهذه الواقعة.

وذكرت شركة تويتر في ملف القضية المقدم إلى المحكمة أن «الغرض من طلب الاستدعاء من قبل تويتر، بحسب قانون حقوق طبع ونشر المواد الرقمية، هو الحصول على هوية المنتهك المزعوم أو المخالفين، ولن يتم استخدام هذه المعلومات إلا لغرض حماية حقوق تويتر».

وأزال موقع «جيت هب» المحتوى يوم الجمعة بعد أن قدم تويتر مطالبة بحقوق الطبع والنشر ضد الشركة، ورفضت شركة «جيت هب» التعليق على الأمر، لكنها قالت إنها تنشر جميع طلبات الإزالة المتعلقة بحقوق الطبع والنشر علناً، مشيرة إلى طلب «تويتر»، في حين جاءت استجابة تويتر للتعليق، الذي تخلص من أغلب فريق العلاقات العامة لديه ضمن موجة التسريحات، على هيئة رد عن طريق البريد الإلكتروني يحتوي على رمز تعبيري لعلامة غير لائقة في إشارة لمدى الاستياء مما حدث.

مشاكل العصفور الأزرق

يأتي التسريب في الوقت الذي سعى فيه ماسك إلى وضع المزيد من بصمته الخاصة على منصة التواصل الاجتماعي التي اشتراها العام الماضي، دفع هذا الاستحواذ موجة من المعلنين إلى الفرار من المنصة خوفاً من أن تؤدي الصفقة إلى ارتفاع خطاب الكراهية وزيادة المخاطر حول سمعة العلامات التجارية المعلنة على المنصة.

ألقى ماسك باللوم على ثورة المعلنين على أنها سبب في الخسائر الفادحة لدى الشركة، ودفع بقوة لخطة خدمة الاشتراك في الشركة «تويتر بلو»، كمصدر بديل للإيرادات، وقال أيضاً حينها إن تويتر ستفرض رسوماً على تطبيقات البرامج الأخرى للوصول إلى منصة تويتر.

أشارت تقارير صادرة يوم السبت، حول مذكرة داخلية أعدها ماسك تحدد عوائد أسهم الموظفين، إلى أن تويتر قُدِّر بنحو 20 مليار دولار، أو أقل من نصف مبلغ 44 مليار دولار الذي دفعه ماسك للاستحواذ على تويتر

ورد في المذكرة أن ماسك دافع عن التغييرات التي أجراها في الشركة وادعى أن تقييم تويتر قد يتجاوز في يوم من الأيام 250 مليار دولار، لم تؤكد «CNN» بشكل مستقل وجود المذكرة أو محتوياتها.

في اليوم نفسه، كتب ماسك على تويتر أنه قبل التغييرات التي أجراها، كان لدى تويتر مليار دولار فقط نقداً، والتي قال إنها تمثل نحو أربعة أشهر من النفقات واصفاً ذلك بـ«وضع صعب للغاية». لكنه أضاف أن الأمور تتحسن خاصة مع عودة المعلنين للمنصة.

كتب- براين فنغ لCNN