في الأيام الأخيرة من العام الماضي، تصدّرت تصريحات الرئيس التنفيذي لبنك «غولدمان ساكس» دايفيد سولومون، عناوين الأخبار العالمية حين قال إن شركته بصدد تسريح آلاف الموظفين خلال الربع الأول من هذا العام الحالي ضمن خطة لخفض النفقات هي الأكبر منذ الأزمة المالية العالمية.

لاحقاً، توالت تصريحات مشابهة من عمالقة القطاع المصرفي العالمي مثل «كريدي سويس» و«مورغان ستانلي» بتوقعات أن تطال عملية التسريحات أكثر من 15 ألف موظف عالمياً.

وأبطأ بنك «أوف أميركا كورب» وتيرة التوظيف في محاولة لترشيد قوة العمل لديه قبل حدوث أي ركود اقتصادي محتمل، وفقاً للرئيس التنفيذي للبنك بريان موينيهان.

مخاوف الركود تضرب سوق الصفقات

مخاوف الركود أو حتى التباطؤ الاقتصادي المتوقع حدوثه هذا العام وفقاً لتوقعات صندوق النقد الدولي وغيره من بيوت الخبرة، أدت بشكل مباشر إلى تباطؤ سوق الصفقات العالمي، ليتراجع بند العمولات في قوائم دخل البنوك الاستثمارية العالمية.

تراجعت أرباح «مورغان ستانلي» من الصيرفة الاستثمارية بنسبة 49 في المئة خلال الربع الرابع، وتكبد «غولدمان ساكس» خسائر نسبتها 48 المئة، فيما تراجعت أرباح البند نفسه في «جي بي مورغان» و«سيتي» بنسبة 57 في المئة و58 في المئة على التوالي.

وبالإجمال، تراجعت الأرباح المجمعة لبنوك «وول ستريت» بنسبة 50 في المئة خلال الربع الرابع على أساس سنوي.

وكانت المديرة المالية لـ«مورغان ستانلي» شارون ياشيا صرّحت في وقت سابق بأن عودة الزخم لسوق صفقات الاندماج والاستحواذ والطروحات الأولية، مرتبط بشكل رئيسي بوصول معدلات الفائدة في الولايات المتحدة إلى ذروتها، وهو لن يحدث قبل وصولها لأكثر من خمسة في المئة وفقاً لتوقعات الأسواق.

ولم يقتصر الأمر على التسريحات فقط، فبعض البنوك خفّضت رواتب المديرين. على سبيل المثال، خفّض بنك «غولدمان ساكس» راتب رئيسه ديفيد سولومان بنحو 30 في المئة عن عام 2022.

ما وضع قطاع البنوك في دول الخليج؟

قال حسن عواضة النائب الأول لرئيس «كرول» -الشركة المتخصصة بالاستشارات والمخاطر المالية- لـ«CNN الاقتصادية»، إن المنطقة لن تتأثر بها لا سيما أن عائدات النفط القياسية التي حققتها دول الخليج والتوسعات القوية في القطاعات غير النفطية أدت إلى نمو قوي في النشاط التجاري.

أضاف عواضة أن الصناديق الاستثمارية في المنطقة ستستمر هذا العام بالتوسع في أنشطتها المتعلقة بالدمج والاستحواذ والاكتتابات العامة.

يذكر أن قطار خفض الوظائف كان وصل إلى قطاع التكنولوجيا الأميركي قبل أن يصل للبنوك.

«ألفابيت» الشركة الأم لـ«غوغل» أعلنت تسريح 12 ألف موظف، فيما أعلنت «ميتا» و«أمازون» إلغاء 11 ألف وظيفة و10 آلاف على التوالي، ليبلغ إجمالي عمليات التسريح في قطاع التكنولوجيا أكثر من 150 ألف وظيفة منذ بداية 2022.