على مدار خمسة أشهر مضت، ومنذ أن انطلق «تشات جي بي تي» جرى استخدمه في عدة مجالات، منها، إنشاء مقالات للطلاب وكتابة عهود الزفاف وتأليف خطب مثيرة للقساوسة والحاخامات.

الآن، تتجه مدينة يابانية إلى برنامج الدردشة الآلي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي لاستخدامه في شيء آخر، ألا وهو المساعدة في إدارة الحكومة.

أعلنت مدينة يوكوسوكا، في محافظة كاناغاوا بوسط اليابان، هذا الأسبوع أنها ستبدأ في استخدام «تشات جي بي تي» للمساعدة في المهام الإدارية.

قال بيان صحفي على الموقع الإلكتروني للحكومة إن جميع الموظفين يمكنهم استخدام برنامج الدردشة «لتلخيص الجمل، والتحقق من الأخطاء الإملائية، وإنشاء الأفكار».

قال متحدث باسم الحكومة البلدية لشبكة CNN إن الأزمة السكانية على مستوى البلاد كانت عاملاً في تنفيذ قرار استخدام «تشات جي بي تي».

انخفض عدد سكان اليابان المسنين بسرعة منذ سنوات، حيث حذر زعيم البلاد مؤخراً من أن «الوقت ينفد للتكاثر»، وأن اليابان «على وشك عدم القدرة على الحفاظ على الوظائف الاجتماعية».

يوكوسوكا ليست استثناءً، إذ من المتوقع أن يتقلص عدد سكان المدينة البالغ 376,171 نسمة، فضلاً عن تفاقم الأسباب الطبيعية بسبب رحيل كبار المصنعين وعدم كفاية السياحة، وذلك وفقاً لموقع حكومي.

في مواجهة هذه المشكلات السكانية، اتجهت المدينة إلى «تشات جي بي تي» لتعزيز الكفاءة وتحسين سير العمل بشكل أفضل داخل العمليات الحكومية، حسبما قال المتحدث.

من خلال معالجة «تشات جي بي تي» للمهام الإدارية، «يمكن للموظفين التركيز على العمل الذي لا يمكن أن ينجز إلا عن طريق البشر، ما يجلب السعادة لمواطنينا»، حسبما جاء في البيان الصحفي.

وأضاف أن الحكومة تتوقع أن الأداة «سيتم استخدامها على نطاق واسع بين موظفينا».

وقال إنه لن يتم إدخال أي معلومات سرية أو شخصية في «تشات جي بي تي».

ولكن لم تكن كل الحكومات مرحبة بتلك الفكرة لاستخدام «تشات جي بي تي».

كانت هناك مخاوف واسعة النطاق بشأن خصوصية البيانات، ما دفع المنظمين الإيطاليين على سبيل المثال إلى إصدار حظر مؤقت على تطبيق الدردشة الآلي الشهر الماضي أثناء التحقيق في كيفية استخدام الشركة الأم للبيانات.

قامت بعض الشركات الكبرى، بما في ذلك «جي بي مورجان تشيس»، بتضييق الخناق على استخدام الموظفين لـ«تشات جي بي تي» بسبب مخاوف الامتثال المتعلقة باستخدام الموظفين لبرامج وسيطة.

كما أن تدافع شركات التكنولوجيا المنافسة لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، سلط الضوء أيضاً على الطرق التي يمكن بها للذكاء الاصطناعي نشر محتوى عنصري ومتحيز جنسياً وضار.

لكن في يوكوسوكا على الأقل، يركز قادة الحكومة على الإيجابيات من التطبيق، إذ جاء في البيان الصحفي أن الحكومة لديها توقعات إيجابية كبيرة لبدء التنفيذ.