يكافح تطبيق تيك توك للبقاء في الولايات المتحدة مع تزايد الضغط في واشنطن لحظر التطبيق إذا أصر مالكوه الصينيون على عدم بيعه.

لكن تيك توك -الذي يحظى بشعبية كبيرة- الذي طُور باستخدام تكنولوجيا صينية لا يمكن الوصول إليه أو استخدامه في الصين، في الواقع لم يكن تيك توك موجوداً من الأصل في الصين، بدلاً من ذلك هناك إصدار مختلف من تيك توك يسمى دوين.

وكل من تيك توك ودوين مملوكان لشركة بايت دانس ومقرها بكين، لكن دوين أُطلق قبل تيك توك وأصبح له شعبية ضخمة في الصين، وأصبحت الخوارزمية القوية لتطبيق دوين الأساس الذي بُني عليه تيك توك، وهي مفتاح نجاحه العالمي.

كلا التطبيقين متشابهان للغاية من حيث المظهر، لكن القواعد الداخلية مختلفة للغاية.

إليك ما تحتاج لمعرفته حول دوين وبايت دانس

تطبيق مشهور للغاية بالصين

لدى دوين 600 مليون مستخدم نشط يومياً، ومثل تيك توك فدوين تطبيق لمشاركة الفيديوهات القصيرة.

وأُطلق دوين في عام 2016 وكان المصدر الرئيسي للدخل بالنسبة لبايت دانس قبل ظهور تيك توك.

تأسست بايت دانس على يد تشانغ يي مين الموظف السابق لدى مايكروسوفت، واشتهرت لأول مرة بتطبيقها الإخباري «جينري توتياو»، ويعني «عناوين اليوم»، الذي ظهر لأول مرة في عام 2012 بعد وقت قصير من تأسيس الشركة.

ثم في عام 2017 اشترت شركة بايت دانس شركة فيديوهات ناشئة مقرها الولايات المتحدة وأصدرت تيك توك باعتباره النسخة العالمية من دوين، كما أنها اشترت تطبيق مزامنة الشفاه ميوزيكلي الشهير ونقلت هؤلاء المستخدمين إلى تيك توك في عام 2018.

ومنذ ذلك الحين أصبحت شعبية التطبيق عالمية، وفي عام 2021 وصل تيك توك إلى أكثر من مليار مستخدم نشط شهرياً حول العالم.

فلاتر التجميل من أول لحظة استخدام

تبدو واجهة كل من تيك توك ودوين متشابهة، لكن فور فتح المستخدمين لكاميراتهم يتضح أول اختلاف؛ إذ يحتوي دوين على فلتر تجميل تلقائي يعمل على تنعيم البشرة وغالباً ما يغير شكل وجه الشخص.

مصمم للتسوق

هناك اختلاف رئيسي آخر بين تيك توك ودوين، إذ إن الأخير يعد أيضاً موقع تسوق عملاقاً عبر الإنترنت في الصين.

وتعد مبيعات البث المباشر للمنتجات صناعة تقدر بمليارات الدولارات في الصين، وحظيت بدعم كبير خلال فترة تفشي فيروس كورونا.

بدءاً من يونيو من العام الماضي كان هناك أكثر من 460 مليون مستخدم للتجارة الإلكترونية عبر البث المباشر في الصين، وفقاً لأكاديمية المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية، وهي هيئة تابعة لوزارة التجارة في بكين.

رقابة صارمة

ولدى الصين واحد من أكثر أنظمة الرقابة صرامة في العالم، ويجب على دوين اتباع القواعد.

تقوم هيئات الرقابة على الإنترنت بانتظام بقمع المعارضة عبر الإنترنت وحظر المعلومات السياسية الحساسة.

عندما بحثت شبكة (CNN) عن مذبحة «تيانانمين 1989» في دوين لم يظهر أي شيء.

تم محو مذبحة تيانانمن -التي قامت فيها القوات الصينية بقمع المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية بوحشية في بكين- من كتب تاريخ الصين، وأي مناقشة للحدث تخضع للرقابة الصارمة.

بينما عندما بحثت (CNN) عن العبارة نفسها على تيك توك ظهر العديد من النتائج، بما في ذلك مقاطع فيديو للمستخدمين يتحدثون عما حدث وموجز من ويكيبديا يلخص الحدث.

قيود للمستخدمين الصغار

وهناك اختلاف رئيسي آخر، إذ يتبنى دوين خطاً أكثر صرامة تجاه المستخدمين الأصغر سناً.

ويمكن للمستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 14 عاماً الوصول إلى المحتوى الآمن للأطفال فقط واستخدام التطبيق لمدة 40 دقيقة فقط في اليوم، ولا يمكنهم استخدام التطبيق من الساعة 10 مساء حتى الساعة 6 صباحاً.

ولسنوات حاولت الصين الحد من إدمان ألعاب الفيديو وغيرها من العادات غير الصحية على الإنترنت، وأعلنت عن حظر للألعاب عبر الإنترنت على القُصر في عام 2019، قبل حظر الألعاب عبر الإنترنت تماماً خلال أيام الأسبوع على القُصر.

حتى في معظم عطلات نهاية الأسبوع يسمح للمستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً باللعب لمدة ثلاث ساعات فقط.

ومؤخراً اتخذت تيك توك بعض الخطوات المماثلة، معلنة أن كل حساب لمستخدم أقل من 18 عاماً سيحصل قريباً على خيار يمكن تفعيله يقصر الاستخدام على ساعة واحدة يومياً، إلا أن المستخدمين المراهقين سيكون في مقدورهم إيقاف تشغيل هذا الخيار.

تيك توك ليس وحده

وتيك توك ليست المنصة الصينية الوحيدة التي تحقق نجاحاً كبيراً في الولايات المتحدة.

من بين أكثر 10 تطبيقات مجانية شيوعاً على متجر «أبل ستور» في الولايات المتحدة هناك أربعة تطبيقات تستخدم تكنولوجيا صينية.

وإلى جانب تيك توك يوجد أيضاً تطبيق التسوق «تيمو» وتطبيق «شي إن» الشهير للأزياء، وتطبيق تعديل الفيديوهات «كاب كات» المملوك أيضاً لشركة بايت دانس.

ولا يزال تيك توك صاحب الشعبية الأكبر في الولايات المتحدة مع أكثر من 150 مليون مستخدم شهرياً، أي ما يقرب من نصف سكان البلاد.

(جيسي يونغ وسيلينا وانغ – CNN)