أكّد المبعوث الرئاسي الأميركي للتغير المناخي جون كيري في حديث خاص لـ«CNN الاقتصادية» يوم الأحد أنّ العالم يسير بالاتجاه الصحيح تجاه عكس عملية الاحتباس الحراري في العالم.

وقال كيري على هامش فعاليات اليوم الثاني لمنتدى الطاقة العالمي في مدينة أبوظبي الإماراتية: «نحن على الطريق الصحيح لنكون قادرين على تحقيق سياسات (مكافحة التغير المناخي)».

وأضاف في حديثه مع «CNN الاقتصادية» أن «المفتاح هو باعتقادي الأمور الرائعة التي تحدث في مجال تطور التقنيات والموارد.. نحن ما زلنا في بداية عملية تحول هائلة، والناس تتحرك نحو مصادر بديلة للطاقة (التقليدية) والأمر يستغرق وقتاً».

وتابع “نحتاج إلى خفض الانبعاثات بنسبة 45 في المئة ليس بحلول الغد وليس بحلول العام المقبل بل أهدافنا ممتدة حتى عام 2030».

ورداً على سؤال حول لجوء العالم الصناعي إلى الفحم الحجري، الملوث البيئي الأكبر، فور مواجهته لأزمة طاقة وتأثير هذا الأمر على جهود مكافحة التغير المناخي، اعتبر كيري إن «الخيار كان مؤقتاً» بغرض منع الاقتصاد من الانهيار.

وقال “كان هذا الخيار مؤقتاً لجعل جميع الخيارات متاحة لمنع الاقتصاد من الانهيار ولكي لا ينتهي بنا الأمر بنسبة هائلة من البطالة، لأننا لم نكن أذكياء حيال التعامل مع كيفية الحفاظ على استمرار دورة العمل في مصانعنا».

وأشار إلى ان ألمانيا، على سبيل المثال، لم تعد إلى الوراء ولم تجر تغييراً في سياسة الطاقة، بل أبقت على عدد من المصانع العاملة بالفحم الحجري كملاذ ضد أي أزمة قد تمنع تزويدها بالطاقة التي تحتاجها لتغذية اقتصادها.

وأوضح أنه «إجراء مؤقت لكنها في الوقت عينه تسهم بكمية هائلة من الطاقة النظيفة، وهدفها هو الانتقال باقتصادها ليكون معتمداً بنسبة 80 في المئة على الطاقة المتجددة».

ولجأ عدد من البلدان الأوروبية إلى الفحم الحجري من جديد لتشغيل معامل توليد الطاقة لديهم جراء أزمة الغاز وارتفاع أسعاره إلى مستويات غير مسبوقة بعد الحرب الروسية الأوكرانية وتداعيات اختفاء الغاز الروسي، وهو أحد المصادر الرئيسية للطاقة في أوروبا، من الأسواق الأوروبية.

وكان وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري سعد شريدة الكعبي انتقد خلال المنتدى يوم الاثنين الهجوم المتزايد على الدول والشركات المنتجة والمصدرة للنفط والغاز في الوقت الذي لجأ فيه 35 في المئة من مستخدمي الفحم الحجري يستخدمونه بمستويات قياسية.

وتعتبر قطر المنتج الأكبر عربياً للغاز الطبيعي والخامس على مستوى العالم.

وفي جلسة حوارية في المنتدى، دعا كيري إلى التركيز بشكل أكبر على الوسائل والطرق التي يتعين على العالم اتباعها للتعامل بفاعلية أكبر مع القضايا المناخية والتحول في مجال الطاقة.

وقال «علينا أن ندرك الحقيقة أن هذا العام هو عام التقييم ويجب أن ينظر إليه الجميع بعناية فائقة. وهو العام الذي وجه فيه إلينا السؤال عن ماهية الضرر وكيفية البدء في إدارته بشك أكثر فعالية».

وأضاف «هناك الكثير على المحك».

وتستضيف الإمارات العربية المتحدة في نوفمبر تشرين الثاني من هذا العام مؤتمر «COP28» الذي سيتخلله إصدار نتائج التقييم لما تحقق من الأهداف والسياسات والتعهدات الدولي خلال السنوات الماضية.

ولفت كيري إلى أهمية الاستثمار في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة إذا ما أراد العالم تحقيق الأهداف المناخية والإبقاء على ارتفاع حرارة الأرض بالمستوى الحالي البالغ 1.5 درجة مئوية.

وأشار إلى انّه سيتعين على العالم استثمار حوالي 4 تريليونات دولار سنوياً خلال الثلاثين عاماً المقبلة.

وقال “ما اكتشفته خلال رحلاتي في كل مكان حول العالم إنه لا يتم وضع ما يكفي من الأموال على الطاولة بغية الحل (الفوري) لهذه المسألة. فنحن إما لا نفعل شيئا أو نحاول القيام بشيء ولكن بثمن بخس والنتيجة في كلتا الحالتين اننا لا نحقق أي شيء.»

أضاف “نحن بحاجة إلى الاستجابة (للأزمة) بشكل أكثر فعالية… الجميع مسؤول عن الوصول إلى انتاج طاقة خالية من الكربون».

(شاركت في التغطية من أبوظبي ريم الشامي)