انتشرت حُمى الاحتجاجات العمالية في بعض دول أوروبا، ما تسبب في شلل العديد من الخدمات وتعطلها، مهددة اقتصادات القارة العجوز.

بعد احتجاجات فرنسا بسبب قانون سن التقاعد، انتقلت العدوى إلى ألمانيا، التي شهدت يوم الاثنين، أحد أسوأ الاحتجاجات منذ عقود على الصعيد الوطني، والتي تسببت في اضطراب بمطارات البلاد ووسائل النقل العام، وتعطل أكبر ميناء في البلاد.

ودعت نقابتان كبيرتان للنقل في أكبر اقتصاد بأوروبا إلى الإضراب، بينهما نقابة «فيردي» التي طالبت بزيادة رواتب أعضائها بنسبة 10.5 في المئة، مشيرة إلى ارتفاع تكاليف الطاقة والغذاء.

وفقاً لرئيس الشركة، فرانك وينكي، فقد شارك أكثر من 400 ألف عامل نقل في الإضراب الصناعي.

تأثر حركة الطيران

بدورها، تأثرت الرحلات الجوية في 8 مطارات رئيسية، أهمها ميونيخ وفرانكفورت وهامبورغ، وقدرت جمعية المطارات الألمانية نتائج ذلك بعدم استطاعة نحو 380 ألف مسافر الإقلاع يوم الاثنين، جراء الاحتجاجات.

كما أغلق مطار ميونيخ أبوابه بالكامل منذ يوم الأحد، ليتأثر نحو 200 ألف مسافر من هذا الإغلاق الذي استمر يومين.

وتفاقمت أزمات الخدمات في ألمانيا أيضاً، إذ اضطرت السكك الحديدية إلى إلغاء رحلاتها لمسافات طويلة، واستبدالها ببعض الخدمات الإقليمية.

من جهتها، قالت شركة السكك الحديدية الألمانية «دويتشه بان» إن «هذه الاحتجاجات العملاقة تصيب البلاد بالشلل».

وفي ميونيخ، أعلنت شركة النقل المحلية «إم في في» عن تعليق جميع خطوط السكك الحديدية ومترو الأنفاق، كاشفة عن توقعاتها تشغيل نصف خدمات الحافلات المجدولة فقط.

وضربت الاحتجاجات هامبورغ، أكبر ميناء في ألمانيا، ما انعكس على حركة السفن الكبيرة التي لم تتمكن من الاتصال بالميناء أو المغادرة منه.

على جانب آخر، انتقد أرباب عمل ألمان هذه الاحتجاجات، وقالت المتحدثة باسم مجموعة تمثيل أصحاب العمل في القطاع العام «في كي آيه»، كارين ويلغ، إن الأمر تصعيد غير مبرر.

ومع ذلك، فإن الألمان بشكل عام يدعمون الاحتجاجات على نطاق واسع، وفي استطلاع حديث أجرته مؤسسة «يوغوف» اعتبر نحو 55 في المئة من مستجيبي الاستطلاع أن الاحتجاجات مبررة بالكامل، بينما قال نحو 38 في المئة إن أسبابه ضعيفة، ولم يجب نحو 8 في المئة.

كتب- كلوديا أوتو وإنكي كابيلر (CNN)

أسهم في التقرير نيام كينيدي وأوليسيا دميتراكوفا وصوفي تانو ونادين شميدت.