كتبت كلير دافي (CNN)

في يناير كانون الثاني من عام 2021 تحدث ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لشركة «مايكروسوفت»، عمَّا أحدثته السنة الأولى من وباء كورونا من تحول مذهل نحو الخدمات الإلكترونية، قائلاً «ما شهدناه هو فجر موجة ثانية من التحول الرقمي تجتاح كل شركة وكل صناعة».

ولكن بعد عامين فقط، يبدو أن الوضع أصبح أكثر قسوة، إذ تعيد الشركات الكُبرى التفكير في حجم إنفاقها على القطاع الرقمي منذ عصر الوباء، وكيفية مواجهة حالة عدم اليقين الاقتصادي الراهنة.

وأعلنت «مايكروسوفت» هذا الأسبوع أنها تخطط لتسريح نحو 10 آلاف موظف، كما حذت «ألفابيت» -الشركة الأم لـ«غوغل»- حذوها، مُعلنةً عن خططها لإنهاء نحو 12 ألف وظيفة، أي ما يتجاوز 6% من موظفيها.

وعلى مدار الأشهر الثلاثة الماضية، أعلنت كلٌ من «أمازون» و«غوغل» و«مايكروسوفت»، و«ميتا» مُجتمعة عن خطط لاستبعاد أكثر من 50 ألف موظف، وهو تحول إذا ما قورن بالأيام الأولى للوباء، عندما كانت شركات التكنولوجيا الكُبرى ترفع من معدلات التوظيف لمواجهة الطلب المتصاعد من المستهلكين.

تقدير خاطئ!

وحتى سبتمبر أيلول من عام 2022، رفعت «أمازون» عدد موظفيها بأكثر من الضعف مقارنةً بالشهر ذاته من عام 2019، إذ إنها وظَّفت أكثر من نصف مليون عامل إضافي ووسَّعت نطاق مستودعاتها بشكل كبير.

كما ضاعفت «ميتا» عدد موظفيها تقريباً بين مارس آذار 2020 وسبتمبر من العام الماضي، وأقدمت أيضاً «مايكروسوفت» و«غوغل» على توظيف آلاف الموظفين الإضافيين، وبالمثل زادت شركات التكنولوجيا الأخرى مثل «سيلز فورس»، و«سناب»، و«تويتر» أعداد الموظفين.

ولكن يبدو أن العديد من هؤلاء القادة أنفسهم قد أساؤوا تقدير مدى استدامة معدلات النمو المحققة خلال حقبة الوباء، إذ إنه ومع عودة الأفراد إلى حياتهم الطبيعية بعيداً عن الإنترنت، أعلنت جميع الشركات المذكورة أعلاه عن تسريح الموظفين في الأسابيع الأخيرة.

وقال سكوت كيسلر، رئيس القطاع العالمي للتكنولوجيا والإعلام والاتصالات لدى شركة الاستثمار «ثيرد بريدج»: «لقد تحولت من قمة شركات العالم إلى الاضطرار لاتخاذ بعض القرارات الصعبة حقاً».

على جانب آخر، لا تزال «أبل» من بين شركات التكنولوجيا الرئيسية التي لم تعلن بعد عن تسريح أي من موظفيها، على الرغم من أنها قامت بتجميد عمليات التوظيف في جميع الأقسام، باستثناء قطاع البحث والتطوير.

وعن شركة «أبل» قال كيسلر: «لقد اتخذت نهجاً مدروساً في ما يخص التوظيف والإدارة الشاملة للشركة»، إذ زادت الشركة عدد موظفيها بنسبة 20 في المئة خلال الفترة من عام 2019 حتى العام الماضي، ويعد هذا المعدل توظيفاً أقل كثيراً من الشركات الأخرى.

وتوقع كيسلر استمرار الإعلانات عن تسريح المزيد من الموظفين في شركات التكنولوجيا خلال موسم الأرباح القادم، وسط إشارات اقتصادية سلبية، مشيراً إلى أنه حتى الشركات التي لم تتأثر بعد قد تحذو حذو نظيراتها في تقليص قوة العمل لديها.