أصبح مؤتمر «ستيب 2023» ملتقى سنوياً للعاملين في مجال التكنولوجيا والتقنيات المالية، وتجمعاً للشركات الناشئة الباحثة عن مصادر تمويل لتطوير وتوسيع أعمالها.

أسهم المؤتمر منذ بداياته قبل أحد عشر عاماً في إطلاق العديد من الشركات الناشئة من خلال مساعدتها على عرض برامجها وأفكارها أمام ممثلي شركات الاستثمار المحلية والإقليمية والعالمية، حيث وصل مجموع التمويلات إلى مليار دولار، حسب ما قال راي درغام، الرئيس التنفيذي في «ستيب 2023».

«ستيب 2023».. صلة وصل وتواصل

شق المؤتمر طريقه ليحقق بدورته الحادية عشرة نمواً بنسبة 20 في المئة من حيث عدد المشاركين الذي بلغ نحو ثمانية آلاف مشارك، وذلك بالتعاون مع مدينة دبي للإنترنت التابعة لمجموعة تيكوم، التي تُعدُّ مركزاً لأبرز شركات التكنولوجيا على مستوى المنطقة.

ما يميز المؤتمر هو خروجه عن الطابع التقليدي للمؤتمرات الرسمية، فليس هناك مدونات ومحاضرات، بل سلسلة من اللقاءات والتفاعل بين الحضور، الأمر الذي أكسبه الطابع العملي والتفاعلي.

جالت «CNN الاقتصادية» في أروقة المؤتمر، وكان اللافت عنصر الشباب المشارك والتواق للإفادة من آخر المستجدات في عالم التقنيات المالية والرقمية، خاصة في الجناح المخصص للشركات الناشئة.

جدد المؤتمر حلته هذه المرة، وتماشياً مع «عام الاستدامة»، الذي أعلنته دولة الإمارات تمهيداً لاستضافة قمة المناخ «كوب 28»، فكان إطلاق «مسار الأرض».

«مسار الأرض» منصة للخبراء والباحثين وقادة القطاع لمشاركة معارفهم وأفكارهم حول كيفية مواجهة التحديات التي تواجه كوكب الأرض، وتعزز الحلول المستدامة.

ويركز المؤتمر على أساليب تطوير ورصد آثار عمليات إطلاق المشاريع، والتكنولوجيا المالية، والابتكارات المستقبلية، والحلول الرقمية، والأرض، والرفاهية.

أميركا والإمارات.. علاقة تتعدى أُطر التمويل

تمحورت جلسات المؤتمر حول مواضيع مثل معالجة وضع وتأثيرات الاكتتابات العامة الأولية والتخارج من الاستثمارات، و«الفشل في المحتوى الذي تنشره العلامات التجارية بأسمائها»، و«مدى جهوزية منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتعزيز ابتكارات التكنولوجيا المناخية».

كما تم التركيز خلال المؤتمر على أهمية الصحة النفسية والجسدية بالشركات، وكيفية المحافظة وتطوير الكوادر البشرية العاملة داخل المؤسسات وتحفيزها.

ونال موضوع اتجاهات التقنيات المالية والرقمية وبوصلة الابتكار في منطقة الشرق الأوسط قسطاً وافراً من النقاشات التي أكدت على أن التوجهات المستقبلية ستتبلور حول إيجاد حلول للاستدامة، وتحقيق صفر انبعاثات إلى جانب الأمن الغذائي والميتافرس والرموز غير القابلة للاستبدال.

وشددت القنصل العام للولايات المتحدة الأميركية في دبي، ميجان جريجونيس، التي شاركت في إحدى الجلسات، على أهمية الاستثمار في البحث والتطوير وتمتين الأجيال الصاعدة ببرامج تعليمية قائمة على العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات. وأضافت «العلاقة بين أميركا والإمارات تتعدى اليوم أُطر التمويل لتصب في خانة العلاقة الاستراتيجية المتينة والمبنية على الاستثمار في المعرفة والعنصر البشري».