كتبت: تامي لوهبي (CNN)

ازدادت ثروات أثرياء العالم أسرع كثيراً من سائر الناس على مدار العامين الماضيين.

واكتسب الواحد في المئة الأغنى من سكان العالم ثروات جديدة تقارب مثلي ما اكتسبه بقية الناس في الفترة نفسها، وفقاً لتقرير منظمة أوكسفام السنوي عن عدم المساواة الصادر يوم الأحد.

وزادت ثروات أثرياء العالم بمقدار 26 تريليون دولار، بينما ارتفع صافي ثروات النسبة الباقية -99 في المئة من سكان العالم- بمقدار 16 تريليون دولار فقط، حيث تسارع تنامي ثروات فاحشي الثراء خلال سنوات الوباء.

يتزامن إطلاق التقرير، الذي يستند إلى بيانات جمعتها فوربس، مع انطلاق الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، وهو تجمع نخبوي لأثرياء العالم وقادته.

في غضون ذلك، يعاني الأقل ثراءً، إذ يعيش 1.7 مليار عامل في بلدان يزيد فيها معدل التضخم على زيادات الأجور.

قالت غابرييلا بوشر المديرة التنفيذية لمنظمة أوكسفام الدولية: «بينما يضحي آحاد الناس يومياً للحصول على ضروريات الحياة مثل الطعام، فإن فاحشي الثراء لم يحققوا أحلامهم المستحيلة فحسب، بل تخطوها».

وتابعت: «بعد عامين فقط، يبدو أن العقد الحالي سيكون الأفضل حتى الآن لأصحاب المليارات، ستكون طفرة هائلة في عقد العشرينيات لأغنى أغنياء العالم».

ثروات المليارديرات

على الرغم من أن ثروات مليارديرات العالم تراجعت إلى حد ما العام الماضي، فإنهم ما زالوا أكثر ثراءً مما كانوا عليه في بداية الوباء، إذا يبلغ صافي ثروتهم حالياً 11.9 تريليون دولار، وفقاً لأوكسفام، بتراجع قدره تريليونا دولار عن أواخر 2021. لكن ذلك الرقم يظل أعلى كثيراً من مستوى 8.6 تريليون دولار الذي كان بحوزتهم في مارس آذار 2020.

وقال نبيل أحمد مدير العدالة الاقتصادية في منظمة أوكسفام أميركا، إن الأثرياء استفادوا من عدة عوامل؛ ففي بداية الوباء ضخت الحكومات العالمية، وخاصة في الدول الغنية، تريليونات الدولارات في اقتصاداتها لمنع الانهيار، الأمر الذي زاد من قيمة الأسهم والأصول الأخرى، وانتهى الأمر بالكثير من تلك التدفقات النقدية الجديدة في حوزة أصحاب الثراء الفاحش، الذين تمكنوا من استغلال الارتفاع في سوق الأسهم وازدهار قيّم الأصول، بينما لم يتحملوا نصيبهم العادل من الضرائب.

إضافة إلى ذلك، كان أداء العديد من الشركات جيداً في السنوات الأخيرة، إذ ضاعفت نحو 95 شركة غذاء وطاقة أرباحها في عام 2022، حيث أدى التضخم إلى ارتفاع الأسعار، وجرى توزيع الكثير من تلك الأموال على المساهمين.

وعلى النقيض من ذلك، ازدادت معدلات الفقر العالمي بشكل كبير في وقت مبكر من الجائحة. وعلى الرغم من تحسن الأمر بنحو طفيف منذ ذلك الحين، فمن المتوقع أن يزداد سوءاً في 2022، لأسباب منها الحرب في أوكرانيا، والتي تفاقمت بسببها أسعار الغذاء والطاقة، وفقاً لبيانات البنك الدولي التي استندت عليها أوكسفام.

وقالت المنظمة إنها المرة الأولى التي يزداد فيها الثراء المُدقع والفقر المُدقع في آنٍ واحد خلال 25 عاماً.

الضرائب على الأثرياء

لتقليص الفجوة المتزايدة بين الأثرياء والفقراء، تدعو أوكسفام الحكومات إلى رفع الضرائب على سكانها الأكثر ثراءً، وتقترح فرض ضريبة ثروة لمرة واحدة وضرائب على الأرباح الاستثنائية لإنهاء التربح من الأزمات العالمية، بالإضافة إلى زيادة الضرائب بشكل دائم على الواحد في المئة الأغنى من السكان لتصبح 60 في المئة على الأقل من دخلهم.

ترى أوكسفام أن الضرائب المفروضة على أثرياء العالم يجب أن تكون كبيرة بما يكفي لتقليل ثرواتهم بشكل ملموس، ثم إعادة توزيع هذه الأموال.

وقال نبيل أحمد مدير العدالة الاقتصادية في المنظمة: «نواجه أزمة شديدة في تركز الثروة».

خفّضت 11 دولة الضرائب على الأغنياء خلال الوباء، وفشلت جهود زيادة الضرائب على الأثرياء في الكونغرس الأميركي في 2021، على الرغم من سيطرة الديمقراطيين على كلٍ من المجلسين: النواب والشيوخ – والبيت الأبيض.