يكاد لا يمر يوم بلا خبر عن تسريح موظفين وخصوصاً لدى شركات التكنولوجيا العالمية التي كانت في وقت من الأوقات ملجأ للآلاف منهم.

أرقام هائلة عن أعداد المسرّحين ترمى يميناً وشمالاً بشكل شبه يومي، فيما «العدّاد» مستمر لتصبح أخبار التسريح هي الخبر الأساسي في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

وكان عمالقة قطاع التكنولوجيا قاموا في العام الماضي بتسريح أكثر من 90 ألف موظف.

وشهر نوفمبر تشرين الثاني وحده، كان مخيفاً. فقد سرّحت شركات أكثر من 70 ألف موظف حول العالم، من بينهم 50 ألفاً في شركات التكنولوجيا.

وعلى الرغم من انخفاض عدد التسريح في شهر ديسمبر كانون الأول، لكن يبدو أن اتجاه التسريح سيستمر في عام 2023.

فالأسبوع الماضي فقط، أعلنت «ألفابت»، الشركة الأم لـ«غوغل»، التخلي عن 22 ألف وظيفة، أي حوالي 6 في المئة من إجمالي القوة العاملة لديها. كما أعلنت «مايكروسوفت» أنها ستستغني عن نحو عشرة آلاف موظف في الأشهر المقبلة، بعد خطوات مماثلة اتخذتها «ميتا» و«تويتر» و«أمازون». والأخيرة بدأت جولة جديدة من تخفيضات الوظائف التي من المتوقع أن تقضي على أكثر من 18 ألف موظف وتصبح أكبر تخفيض في القوى العاملة في تاريخ بائع التجزئة الإلكتروني الممتد 28 عاماً.

وقررت شركة «سيلز فورس» ان تقلص 10 في المئة من موظفيها، بالإضافة إلى تقليل مساحاتها المكتبية.

وتستمر موجة التسريح مع إعلان مجموعة «سبوتيفاي» السويدية العملاقة في مجال الموسيقى بالبث التدفقي، الاستغناء عن 6 في المئة من موظفيها البالغ عددهم حوالي عشرة آلاف، أي نحو 600 موظف.

لكن لماذا يتم تسريح هذا الكم من الموظفين؟

بكل بساطة، لتصحيح خطأ سابق.

فأثناء كورونا، شهد قطاع التكنولوجيا نمواً سريعاً بعدما وسّعت الشركات فرق عملها ووظفت الآلاف، وذلك في ظل تغير سلوكيات الحياة التي فرضها الوباء، كالعمل عن بُعد وعمليات الشراء عبر الانترنت.

ولكن عندما ضرب التضخم الولايات المتحدة بشدة، رفع الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة، وهو ما تسبب في ضعف الاقتصاد. فكان أن توقف النمو من هناك.

حدث ذلك عندما استعاد الناس عادات ما قبل الوباء. ومن هنا بدأت معاناة صناعة التكنولوجيا، التي استثمرت في العادات والسلوكيات التي فُرضت خلال الوباء.

لكن العودة الى السلوكيات السابقة كانت نتيجته «الإطاحة»

برؤوس الاف الموظفين.. وستتواصل بالتأكيد في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة.

وفي الآتي، قائمة نشرتها «CNN» عن الشركات التي سرّحت آلاف الموظفين بوتيرة سريعة منذ بداية شهر يناير:

«ألفابت»

قالت شركة «ألفابت» الجمعة إنها ستسرح 12 ألف عامل، أي ما يوازي 6 في المئة من قوتها العاملة.

ووظفت الشركة 50 ألف موظف في العامين الماضيين، حيث أدى الوباء إلى زيادة الطلب على خدماتها.

«مايكروسوفت»

أعلنت شركة «مايكروسوفت» أنها ستتخلى عن 5 في المئة تقريباً من موظفيها في العام الجاري، أي ما يعادل 10 آلاف موظف.

«أمازون»

بدأت «أمازون» أيضاً جولة جديدة من تخفيضات الوظائف التي من المتوقع أن تقضي على أكثر من 18 ألف موظف.

«سيلز فورس»

قررت شركة “«سيلز فورس» أن تقلص 10 في المئة من أعمالها، بالإضافة إلى تقليل مساحاتها المكتبية.

«سبوتيفاي»

أعلنت شركة «سبوتيفاي» يوم الاثنين أنها ستخفض 6 في المئة من قوتها العاملة لخفض التكاليف.

«ساكسو بنك»

ولكن رغم أسباب التسريحات المشار إليها أعلاه، رأى رئيس استراتيجيات الأسهم لدى ساكسو بنك، بيتر غارنري، أن «سجل قطاع التكنولوجيا أفضل مستويات الأداء طويل الأجل، كما تُعد العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى علامات تجارية متداولة بكثرة بين المستهلكين، مما يجعل تمييزها أكثر سهولةً من نظيراتها من الشركات الصناعية».