سعياً لكبح جماح التضخم، رفع الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) يوم الأربعاء سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس، وهو الارتفاع التاسع من نوعه خلال عام، ويأتي بعد أسبوعين من الاضطرابات المصرفية.

وبالطبع ستؤثر الزيادة الأخيرة -التي تأتي بعد اتخاذ المنظمين الأميركيين عدداً من الخطوات لتعزيز الثقة في البنوك وضمان السيولة- على مدخرات المستهلكين والقروض وبطاقات الائتمان والاستثمارات.

قال كبير المحللين الماليين في «بنكريت»، غريغ ماكبرايد، «إن عوائد حسابات التوفير وشهادات الإيداع هي الأفضل منذ 15 عاماً، لكن متوسط سعر بطاقة الائتمان الآن عند مستوى قياسي فوق 20 في المئة، ومعدلات قروض السيارات وصلت لأعلى مستوياتها منذ 12 عاماً، ومعدلات فائدة الرهن العقاري لا تزال فوق 6.5 في المئة».

ويضيف ماكبرايد أنه من المهم للمدخرين والمقترضين أن يتسوقوا أكثر من أي وقت مضى للاستفادة من ذلك أو للحد من تأثير ارتفاع أسعار الفائدة، على حد قوله.

وفي السطور التالية تجد بعض الطرق لتحقيق أقصى استفادة من معدلات الفائدة العالية، وفي الوقت نفسه للوقاية من تكاليفها الباهظة.

المدخرات المصرفية

تستطيع الآن كسب بعض المال من معدلات الفائدة العالية على المدخرات السائلة، التي تخصص لمصروفات الطوارئ أو لقضاء العطلات أو لسداد دفعة مقدمة خلال عام قادم، لكن البنوك الكبرى تقدم أقل المعدلات على المدخرات عكس البنوك الصغيرة.

وتقدم حسابات التوفير عبر الإنترنت معدلات تصل إلى 5 في المئة، وهي أعلى بكثير من متوسط حساب التوفير الوطني في أميركا البالغ 0.23 في المئة، وفقاً لبيانات «بنكريت».

كل ما عليك هو التأكد من اختيار مصرف مؤمن عليه من قبل مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية، حتى تشعر بالطمأنينة وبأن ودائعك التي تصل إلى 250 ألف دولار تحت مظلة الحماية حال تعرض البنك لمشكلة.

هناك بعض شهادات الإيداع لمدة عام، والتي تؤمنها مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية، بعائد يبلغ 5.15 في المئة.

وعاء ادخار آخر عالي العائد

تُعد سندات الادخار من الفئة الأولى أكثر جاذبية في ظل معدلات التضخم المرتفعة، إذ إنها مصممة للحفاظ على القوة الشرائية لأموالك، لا يزال بإمكانك الحصول على عائد 6.89 في المئة من هذا النوع من السندات حال شرائه قبل نهاية أبريل.

غير أن هناك بعض القيود، إذ يمكنك استثمار 10 آلاف دولار كحد أقصى سنوياً في هذا النوع من السندات، كما لا يمكنك استرداد السند في السنة الأولى.

قال ماكبرايد: «إن تلك السندات ليست بديلاً عن حساب التوفير».

تقليل ديون بطاقات الائتمان

إذا كانت عليك ديون من بطاقة الائتمان فستتحمل فوائد أعلى عندما يرتفع سعر الفائدة الفيدرالية، وفي الوقت الراهن لا يزال متوسط سعر فائدة بطاقة الائتمان عند مستوى قياسي يبلغ 20.04 في المئة بدءاً من 15 مارس آذار، مقابل 16.3 في المئة في بداية عام 2022، وفقاً لبيانات «بنكريت».

والحل الأمثل هو عمل بطاقة تحويل رصيد بمعدل صفري ووضع خطة لسداد الديون في الأشهر المقبلة قبل أن يبدأ سريان السعر المرتفع، وبطاقة تحويل الرصيد تجمع أرصدة بطاقات الائتمان كلها في بطاقة واحدة كي يسهل تتبعها.

عوائد الدخل الثابت هي الأفضل

لا أحد يعلم إلى متى ستظل أسعار الفائدة مرتفعة أو ما إذا كان هناك المزيد من الاضطرابات في الأسواق جرّاء تعثّر البنوك.

قال روب ويليامز، العضو المنتدب للتخطيط المالي في «تشارلز شواب» للخدمات المالية: «ركّز على ما يمكنك التحكم فيه، إذا كنت مستثمراً طويل الأجل فستصمد أمام العواصف».

ويوصي ويليامز بالالتزام بخطة استثمار طويلة الأجل، والادخار بانتظام في حساب المعاش التقاعدي الخاص بالفرد، كما يوصي بالاستثمار في محفظة متنوعة تشمل أسهماً أميركية وأجنبية بالإضافة إلى السندات.

(جين سهادي، CNN)