أصبح بنك «سيليكون فالي»، اسماً مألوفاً على مستوى العالم مؤخراً بعد سحب العملاء 42 مليار دولار في يوم واحد، وانهياره في ثاني أكبر فشل مصرفي في تاريخ الولايات المتحدة، بعد «واشنطن ميوتشوال» في عام 2008.

بدأ المحللون في تحليل الأمور، والسعي وراء الأسرار التي تسببت في انهيار بنك «سيليكون فالي»، ما أظهر علامات واضحة على سوء إدارة الشركة الأساسي.

لكن لماذا لم يتوقع أي شخص انهيار بنك «سيليكون فالي»؟ الإجابة الحالية غير مرضية، ففي الوقت الحالي، لا أحد يعلم أو على الأقل لا أحد يرغب في قول ذلك بصوت عالٍ.

يبدو أن إخفاقات بنك «سيليكون فالي» ليست خطأ أي شخص أو نظام، ولكنها بالأحرى مجموعة من أجراس الإنذار التي لم يلتفت إليها أحد.

  • النمو السريع

يقول دينيس كيليهر، الرئيس التنفيذي لشركة «بيتر ماركتس»، «عندما تنمو البنوك بوتيرة سريعة، تظهر أجراس الإنذار في كل مكان، ويرجع ذلك إلى عدم قدرة الإدارة وأنظمة الامتثال للبنك على النمو بوتيرة متوازنة مع بقية الأعمال».

في الواقع، في وقت مبكر من عام 2019، وجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي، تحذيراً إلى البنك من عدم كفاية أنظمة إدارة المخاطر، وفقاً لتقارير من «وول ستريت جورنال» و«نيويورك تايمز»، لكن لم يتضح اتخاذ بنك الاحتياطي الفيدرالي لأي إجراءات آنذاك.

من جهته، قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء «إن اهتمامي الوحيد هو تحديد الخطأ أولاً ثم سنجري تقييماً للسياسات الصحيحة التي يجب تنفيذها حتى لا يحدث ذلك مرة أخرى».

  • الأموال غير المؤمنة

وفقاً لبيانات «ويدبوش سيكيوريتس»، فإن نحو 97 في المئة من جميع ودائع بنك «سيليكون فالي» غير مؤمنة.

قال الأستاذ في كلية كولومبيا للأعمال، كايرونغ شياو، «إن البنوك الأميركية تمول عادةً 30 في المئة من ميزانياتها من خلال ودائع غير مؤمنة».

إذا كنت شخصاً أو شركة لديها الكثير من الأموال غير المؤمن عليها، فسرعان ما سترغب في سحب هذه الأموال إذا كنت تشك في وقوع البنك في مشكلة.

  • فئة العملاء

اشتهر بنك «سيليكون فالي» بالعمل مع الشركات الناشئة مع قطاع التكنولوجيا التي ربما تجنبتها البنوك الأخرى، وعندما ازدهرت تلك الشركات نما معها البنك، بينما أدار الثروة الشخصية لمؤسسي تلك الشركات الناشئة، التي ارتبطت ثرواتهم بالأسهم في شركاتهم.

وكان هذا القطاع شديد الحساسية لأسعار الفائدة، يقول كيليهر «كان من المفترض أن تكون هذه العلامات وحدها قد وجهت مسؤولي ومديري البنك لاتخاذ إجراءات تصحيحية».

  • إدارة المخاطر لتقديم الاستشارات

قال أستاذ التمويل في جامعة فيلانوفا، جون سيدونوف، «إن البنك كان سيبدو في حالة جيدة، إذا نظرت إلى مركز رأس المال، ونسب السيولة، فتلك الأمور التقليدية مهمة».

وأضاف أن القنابل الموقوتة تكمن في بناء محفظة البنك وبناء الالتزامات.

يمتلك بنك «سيليكون فالي» نسبة 55 في المئة من ودائع عملائه في سندات الخزانة طويلة الأجل، لكن القيمة السوقية لتلك السندات تنخفض عندما ترتفع أسعار الفائدة.

غالباً، يأخذ البنك حذره من مخاطر أسعار الفائدة الخاصة به باستخدام الأدوات المالية التي تسمى المقايضات، إذ يتبدل سعر الفائدة الثابت بسعر عائم لفترة من الوقت لتجنب تأثير ارتفاع الأسعار فيه، وعلى ما يبدو أن بنك «سيليكون فالي» لم يأخذ حذره في ما يخص السندات.

  • غياب المدير التنفيذي للعمليات الخطرة

في العام الماضي، رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بوتيرة غير مسبوقة، وخلال تلك الفترة افتقد البنك مسؤول المخاطر الرئيسي.

قال أستاذ القانون بجامعة جورج واشنطن وخبير التنظيم المالي، آرت ويلمارث «إن عدم وجود مدير لإدارة المخاطر يشبه إلى حد ما عدم وجود مدير عمليات رئيسي أو كبير مسؤولي تدقيق الحسابات».

من الناحية النظرية، كان من الممكن أن يكون مدير قياس المخاطر قادراً على تحديد المخاطر الضخمة التي قد تشكلها القيمة المنخفضة للسندات طويلة الأجل، ولكن حتى مع عدم وجوده، لا يوجد عذر لعدم أخذ الحيطة اللازمة.

قال العديد من الخبراء الذين تحدثوا إلى «CNN» إنه من المحتمل أن يكون الأشخاص داخل بنك «سيليكون فالي» على علم بالمخاطر، ولكنهم تركوها تخرج عن السيطرة.

كتبت- أليسون مورو (CNN)