يبشّر الاتفاق الجديد بين بريطانيا والمفوضية الأوروبية بشأن الترتيبات التجارية لأيرلندا الشمالية بإصلاح بعض الأضرار التي لحقت ببريطانيا بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي عام 2020.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين يوم الاثنين عن التوصل إلى اتفاق لقواعد التجارة مع أيرلندا الشمالية.

ومن المتوقع أن يعالج الاتفاق، المسمى بـ«إطار عمل وندسور»، مشكلات «بروتوكول أيرلندا الشمالية»، والذي كان سبباً لخلافات مريرة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي منذ الانفصال قبل ثلاث سنوات.

يسمح البروتوكول لأيرلندا الشمالية، التابعة للمملكة المتحدة، بالبقاء داخل السوق الأوروبية وتداول السلع بحريّة عبر حدودها البرية مع جمهورية أيرلندا، وهي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، غير أن ما حدث كان غير ذلك، إذ أصاب الشلل التجارة بين بريطانيا وأيرلندا الشمالية، ما أثار غضب السياسيين المؤيدين للوحدة مع بريطانيا في بلفاست.

ويقول خبراء التجارة إن الاتفاق ينهي خطر اندلاع حرب تجارية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، كما سيعزز الثقة وحسن النية بين الطرفين، مشيرين إلى أنه سيزيد من التعاون في مجالات أخرى، ويفتح المجال للاستثمار في بريطانيا التي تحتاجه بشدة.

ووصف ديفيد هينيغ، مدير قسم بريطانيا في المركز الأوروبي للاقتصاد السياسي الدولي، الاتفاق بأنه «مرحلة جديدة» في العلاقة بين الطرفين.

وقالت فون دير لاين إن الاتفاق يعني «علاقة أقوى» بين الاتحاد وبريطانيا، لافتةً إلى أنه «يقدم حلولاً طويلة الأمد لصالح الأفراد والشركات في أيرلندا الشمالية».

مكاسب للطرفين

يتوقع المحللون أن تفتح الاتفاقية الباب لتعاون أوثق بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي في الخدمات المالية والطاقة والهجرة والبحث العلمي.

ومن المتوقع أن يخلق الاتفاق ممرين: الأول أخضر، للبضائع القادمة من بريطانيا إلى أيرلندا الشمالية عبر الموانئ وبأقل قدر من المستندات ونقاط التفتيش والرسوم، والثاني أحمر للمسافرين إلى جمهورية أيرلندا.

كما يسمح الاتفاق للحكومة البريطانية بتحديد ضريبة المبيعات للشركات في أيرلندا الشمالية، ويمنح حكومة بلفاست صلاحيات استثنائية لمعارضة أحكام الاتحاد الأوروبي الجديدة بشأن بعض السلع.

وسيحد الاتفاق من حالة عدم التيقن التي أحدثها خروج بريطانيا من الاتحاد.

وقال كالوم بيكرينغ، كبير الاقتصاديين لدى بنك الاستثمار «بيرنبرغ»، إن الاتفاق «سيمحو خطر اندلاع حرب تجارية» بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن المخاوف من حرب كتلك قد تسببت في تراجع شديد للاستثمار.

ومن المتوقع أن يسهم الاتفاق أيضاً في توطيد العلاقات بين بريطانيا والولايات المتحدة، والتي تولي اهتماماً كبيراً لقضية أيرلندا الشمالية في عهد الرئيس جو بايدن.

(هنا زيادي – CNN)