في إطار سعيها لمقاومة انتشار الصور الإباحية على فيسبوك وإنستغرام، تطلق «ميتا» أداة جديدة تدعى Take It Down، أي «تخلص منه»، تهدف إلى التخلص من ظاهرة «الإباحية الانتقامية»، حين ينشر شخص ما صورة إباحية لشخص آخر دون إذن منه بهدف إحراجه ومضايقته علناً.

انتشرت هذه الممارسة بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بين المراهقين.

تدار هذه الأداة بواسطة المركز الوطني الأميركي للأطفال المفقودين وضحايا الاستغلال، وستسمح للمراهقين، أو لأولياء أمورهم، بتحميل نظام على أجهزتهم من على موقع «TakeItDown.NCMEC.org» ليمكنهم من إرفاق رقم خاص يكون بمنزلة بصمة رقمية مميزة لكل صورة إباحية تصادفهم، وستقوم «ميتا» بتخزين الرقم المجهول، وليست الصورة، لتتمكن من إزالة الصورة في أي وقت يجري تنزيلها فيه على «فيسبوك» أو «إنستغرام».

وقالت مديرة السلامة العالمية في «ميتا»، أنتيغون دافيس، «لطالما كان هذا الأمر ذا أهمية كبيرة بالنسبة إلى «ميتا».. إذ يمكن أن يتسبب في تدمير سمعة المراهقين، وتدمير علاقاتهم الأسرية، ووضعهم في موقف حرج».

انتشار المحتوى الإباحي

كان المركز الوطني للأطفال المفقودين والمستغلين تلقى أكثر من 250 ألف تقرير عن محتويات إباحية وابتزازات جنسية منذ 2016، وتضاعف هذا العدد بين 2019 و2021، وفي العام الماضي طلب 79 في المئة من المبتزين مبالغ مالية في مقابل عدم نشر الصور، واُستغلت وسائل التواصل الاجتماعي في العديد من تلك الحالات.

وتمول «ميتا» تطوير الأداة الجديدة، وتأتي جهودها في هذا السياق بعد عام ونصف من استجواب مجلس الشيوخ لدافيس حول تأثير تطبيقات الشركة على المستخدمين الأصغر سناً، إذ أشار تقرير إلى أن «ميتا» تدرك تأثير تطبيق «إنستغرام» السام على الفتيات المراهقات.

كما طالب الرئيس الأميركي جو بايدن بمزيد من الشفافية حول خوارزميات شركات التكنولوجيا ومدى تأثيرها على الصحة النفسية للمستخدمين الأصغر سناً.

وفي ردها، قالت دافيس لـ«CNN» إن «ميتا» «ترحب بالجهود المبذولة لإدخال معايير تضمن التصفح الآمن للأطفال، والاستمتاع بكل ما تقدمه خدمات الإنترنت».

لا يوجد حل شامل

ويستطيع النظام الجديد كشف الصور المعدّلة عن طريق إضافة مرشح أو تغيير الألوان إلى الأبيض والأسود، إلا أن هذه الخاصية يمكن الالتفاف عليها عن طريق إضافة تعديلات أخرى مثل اقتصاص الصور وإضافة رموز تعبيرية.

وقالت دافيس «لا يوجد حل شامل لقضية الابتزاز الجنسي، أو قضية المشاركة بالصور الحميمة من دون إذن» وأضافت «الأمر يحتاج إلى اتخاذ نهج شمولي».

أطلقت الشركة سلسلة من التحديثات لتوفر للمراهقين تجربة تناسب أعمارهم، مثل إضافة أدوات جديدة تتيح للآباء الإشراف على أبنائهم، وتقنية التحقق من العمر، وإخضاع المراهقين للإعدادات الأكثر خصوصية على «فيسبوك» و«إنستغرام».

ليست هذه هي المرة الأولى التي تضخ فيها شركة تكنولوجيا كبرى الموارد لاتخاذ إجراءات صارمة ضد الصور الفاضحة للمستخدمين القصّر، فقد تخلّت شركة «أبل» العام الماضي عن خططها لإطلاق أداة مثيرة للجدل، من شأنها فحص خدمة الحوسبة السحابية «آيكلاود» وأجهزة «آيفون» و«آيباد» لفرز صور تخص اعتداءات جنسية على الأطفال، وذلك بعد موجة من الانتقادات الحادة، وقالت الشركة في بيان «من الممكن أن نحمي الأطفال من دون تمشيط البيانات الشخصية، وسنواصل العمل مع الحكومات والحقوقيين والشركات الأخرى لحماية الشباب».

لم تعلق «دافيس» على ما إذا كانت تتوقع انتقادات لأداة «ميتا» الجديدة، لكنها قالت «هناك فرق بين الأداة التي أطلقتها «أبل» والأداة التي يطلقها المركز الوطني للأطفال المفقودين والمستغلين اليوم»، وأكدت أن «ميتا» لن تتحقق من الصور الموجودة على هواتف المستخدمين.

(سامانثا مورفي كيلي – CNN)