كم كانت فرحة محمد طاهي كبيرة بفوز مشروعه «ريل بروتوكول» بجائزة «هاكاثون بلوك تشين» التي عقدت بالتزامن مع مؤتمر «ويب 3 ديلايت» وبالتعاون مع المسرع «بي إن بي تشين» (BNB Chain).

وكان من اللافت إقبال العنصر النسائي على المسابقة، إذ شكّل النسبة الأكبر من المشاركين.

وتهدف مسابقة «هاكاثون بلوك تشين» إلى فتح المجال أمام المشاريع المبدعة لنيل التشجيع والتحفيز اللازمين لدفع عجلة الابتكار قدماً.

ومن أبرز القطاعات التي تشملها المسابقة: إنترنت الأشياء، وإدارة ومعالجة وتحليل البيانات، والذكاء الاصطناعي، وسلاسل الكتل، والميتافرس، والواقع المعزز، والطباعة ثلاثية ورباعية الأبعاد وغيرها من التقنيات الحديثة.

ويجهز مؤتمر «ويب 3 ديلايت» الأرضية الخصبة لمخططات المملكة العربية السعودية الرامية إلى النهوض بقطاع البلوك تشين والأنظمة اللامركزية المرافقة لها سواء من حيث الأدوات أو البروتوكولات أو المنتجات.

وحول هذا النوع الجديد من المنافسات، يقول محمد بن علي الشرعا، عميد كلية علوم الحاسب والمعلومات في جامعة الأمير سلطان، «إن إدخال الشباب العربي في هذه المسابقات والتحديات يرفع من مستوى الشجاعة والمغامرة لديهم، ويؤكد جودة البرامج التعليمية المقدمة».

وقال بول لالوفيتش الشريك في “أجيل ديناميكس” لـ«CNN الاقتصادية» «إن الويب 3 لا يزال في مراحله الأولى بالمملكة، ولكن المعنيين من وزارة الإعلام والاتصالات والمنظمين القانونيين باشروا العمل على الآليات والخطط المطلوبة، وقريباً سيتم الإعلان عن الاتجاهات التي ستحدد استراتيجيات المملكة على صعيد الويب 3».

وكانت السعودية قد أعلنت عزمها على أن تكون مركزاً للاقتصاد الرقمي مح حلول عام 2022.

كما استثمرت أرامكو نحو مليار دولار في شركات تتبنى التكنولوجيا المستقبلية.

ومن المتوقع أن يؤمن قطاع الميتافرس عائدات بقيمة 800 مليار دولار عام 2024 بحسب تقارير متخصصة، وتشير التقارير أن الأتمتة ستطول 41 في المئة من القطاعات، وسيستبدل الذكاء الاصطناعي نحو 85 مليون وظيفة في عام 2025.

وستؤثر هذه التغيرات السريعة في بيئة الأعمال على أنماط الوظائف والمهارات المطلوبة من الأجيال القادمة.

وتماشياً مع هذه التوجهات، افتتحت أبل وغوغل وعلي بابا معاهد تدريب لبناء وتعزيز كفاءات الشباب في المملكة وتهيئتهم للتكيف مع المتغيرات التكنولوجية.


السرعة هي الأكثر طلباً

وفي هذا السياق، تضمنت خطط السعودية للنهوض بقطاع التعليم والرفع من كفاءته، التركيز على المواد العلمية، كمادة الرياضيات والتخصصات العلمية التطبيقية في المناهج الدراسية، على حد قول محمد بن علي الشرعا.

وأضاف الشرعا أن «المهارات المطلوبة لسوق العمل تقوم على البرمجة والتعامل مع الآلة ومهارات التعامل مع البيانات وإدارتها ومهارات أمن البيانات والذكاء الاصطناعي، فضلاً عن مهارات التواصل وكيفية التعامل مع الضغوط والتعامل مع فريق».

وشدد لالوفيتش على ضرورة رفع قدرات الشخص على التعلم السريع، وهذا ما سيشكل الفارق الرئيسي في المهارات المستقبلية، فالقدرة على الانتقال السلس في سلم الأولويات تضمن التماشي مع متطلبات السوق.

ونصح لالوفيتش الشباب العربي الراغب في أن يترك بصمته في قطاع التكنولوجيا بالنظر إلى الفرص العالمية وليس ضمن حدود دولهم أو منطقتهم.