حذر بنك إنجلترا المركزي المنظمين الأميركيين من تراكم المخاطر في بنك «سيليكون فالي» قبل انهياره بفترة طويلة، في حين استمرت عمليات سحب الودائع من «سيليكون فالي» لمدة أسبوع كامل.

مما يطرح السؤال: هل كان بالإمكان تجنب وقوع هذه الأزمة؟

لا يمكن للمنظم المالي الأميركي توقع معالجة أزمات القرن الواحد والعشرين بتقنيات القرن الماضي. ولذلك يتعرض الجهاز المصرفي في أميركا للكثير من التحديات لا سيما وأن غالبية المصارف لا تزال تعتمد على تكنولوجيات قديمة. وتحديث ذلك يتطلب كلفة عالية ولا تمتلك غالبية المصارف رأس المال الكافي للقيام بذلك. ثانياً، لا تواكب الثقافة المؤسساتية في غالبية المصارف الأميركية التطورات التقنية الحاصلة في عالم الويب 3 والكريبتو التي تتيح للعميل الحصول على الخدمات المصرفية من جهازه المحمول. ثالثاً تعاني الأجهزة المالية الرقابية في أميركا من إيجاد المهارات البشرية اللازمة.

«CNN الاقتصادية» التقت سلطان مغني، المدير التنفيذي لدائرة الابتكار لدى مؤسسة ضمان الودائع الفيدرالية الذي استقال بعد الأزمة، وهو أحد أبرز الداعين إلى ضرورة تحديث القطاع المصرفي الأميركي والاستفادة من فورة التكنولوجيا، للحديث عن أسباب استقالته وعن الأزمة عموماً.

المطلوب هو استثمارات هائلة من القطاع العام والخاص في التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وإدارة المخاطر والبنى التحتية للأمن السيبراني. كما أناشد بضرورة الاستثمار في التعليم وبناء مهارات جديدة تتلاءم مع ما يشهده العالم اليوم من تطورات تقنية في الذكاء الاصطناعي وكمبيوتر الكم والتكنولوجيا التطبيقية وتكنولوجيات التوزيع المتقدمة. ويبقى الأهم هو تحديث البيئة التنظيمية والتشريعية لتكون أكثر ديناميكية وهذا ما أتوقعه من الكونغرس الأميركي اليوم.