تأثرت أسهم شركة «تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة» (TSMC) سلباً مباشرةً بعد إعلان شركة «بيركشير هاثاواي» المملوكة للملياردير وارن بافيت، يوم الأربعاء، عن بيع غالبية أسهمها في شركة الرقائق العملاقة، الأمر الذي أدى إلى تراجع الأسهم بنسبة بلغت نحو 4 في المئة.

وقالت شركة «بيركشير هاثاواي» يوم الثلاثاء، في بيان رسمي لدى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، إنها تمتلك في الوقت الحالي نحو 8.3 سهم إيداع أميركي في الشركة بقيمة إجمالية تبلغ نحو 618 مليون دولار، بعدما باعت 86 في المئة من أسهمها.

كانت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية قد كشفت في نوفمبر تشرين الثاني العام الماضي، عن أن الشركة تمتلك نحو 60 مليون سهم إيداع أميركي في شركة «تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة» بقيمة بلغت آنذاك نحو 4.1 مليار دولار.

من جهتها، لم تفصح شركة «بيركشير هاثاواي» عن سبب البيع، ولم ترد على طلب «CNN» للتعليق، كما التزمت شركة «تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة» الصمت تجاه الأمر.

وأنهت أسهم شركة «تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة» (TSMC) يوم الأربعاء على انخفاض بأكثر من 3 في المئة، ويمثل إنتاج الشركة نحو 90 في المئة من إجمالي الإنتاج العالمي من رقائق الحاسب الآلي فائقة التطور.

وفي الشهر الماضي، أعلنت شركة تصنيع الرقائق عن قوة أرباحها الربع سنوية والسنوية المحققة؛ إلا أنها لم تصدر أي توقعات مستقبلية بشأن عام 2023 نظراً للركود العالمي الذي يشهده الطلب على الإلكترونيات بسبب ارتفاع معدلات التضخم.

ونظراً لأرباح شركة «تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة» (TSMC) القياسية المحققة في العام الماضي، وافق مجلس إدارتها يوم الثلاثاء على توزيع نحو 121 مليار دولار تايواني جديد (أي ما يعادل 4 مليارات دولار) في شكل مكافآت مرتبطة بحسن الأداء، وتوزيع جزء من الأرباح للموظفين المقيمين في تايوان.

ومع تسجيل ما يقرب من 65 ألفاً من الموظفين في نهاية العام الماضي، فإن الموظف الواحد سيحصل على 62 ألف دولار في حال تم تقسيم الأرباح بالتساوي.

خطة للانتشار العالمي

وافق مجلس الإدارة على خطة لضخ ما يقرب من 3.5 مليار دولار في شركة تابعة للشركة التايوانية في ولاية أريزونا الأميركية، والتي ستكون جزءاً من إجمالي قيمة بلغت نحو 40 مليار دولار ستُستثمر في الولايات المتحدة.

وأوضحت شركة «تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة» خلال العام الماضي، أنها تعتزم بناء مصنع جديد لأشباه الموصلات في ولاية فينكيس الأميركية، مع إمكانية زيادة استثماراتها هناك.

وتبحث شركة صناعة الرقائق الأكثر أهمية في العالم إمكانية افتتاح أول مصنع لها في أوروبا ومصنع ثانٍ في اليابان، وذلك في الوقت الذي يشهد فيه الوضع العالمي تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وبكين.

وفي وقتٍ سابق من الشهر الجاري، أرجأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن رحلته إلى الصين؛ رداً على تحليق ما يشتبه في أنه بالون تجسس صيني في سماء الولايات المتحدة.

فرضت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قيوداً جديدة في أكتوبر تشرين الأول لمنع وصول الصين إلى التكنولوجيا اللازمة لدعم قوتها العسكرية المتنامية.

وفي الشهر الماضي، قال صانع هولندي لمعدات أشباه الموصلات لشبكة «CNN» إنه يضع اللمسات النهائية على قواعد وضوابط التصدير إلى الصين، في ظل وجود تقارير تفيد بانضمام هولندا واليابان إلى الولايات المتحدة في تقييد مبيعات بعض آلات رقائق الحاسب الآلي للصين.

بعد بضعة أيام أشارت العديد من وسائل الإعلام إلى اتخاذ واشنطن تدابير إضافية تستهدف بها تقييد مبيعات التكنولوجيا الأميركية إلى عملاق التكنولوجيا الصيني «هواوي».

كتب- إريك تشوينغ وجوليانا ليو (CNN)

أسهم في التقرير- كريس إيزيدور وميشيل توه