بكلمات بسيطة، فإن الميتافيرس عالم افتراضي كامل سيسمح لمستخدميه بممارسة كل المهام الحياتية اليومية في عالم متعدد الأبعاد، بفضل عدد من التقنيات المتقدمة والتي يتيح وجودها الفرصة أمام البشرية لعيش تجارب جديدة في عوالم لا وجود لها على أرض الواقع.

لكن هذا الوصف وإن حاولنا تقريبه لما اعتدنا مشاهدته في ألعاب الفيديو المدعّمة بأنظمة الواقع الافتراضي والواقع المدمج لا يزال فهماً مبهماً للأفراد الذين لم يخوضوا هذه التجربة بعد، حتى أن كثيرين ما زالوا يعتقدون أن الميتافيرس فكرة مستقبلية لم يتحقق منها شيء بعد. في الحقيقة فإن الميتافيرس واقعٌ اليوم، ويمكن لأي مستخدم الوصول إليه باستخدام تقنيات تم تطويرها بالفعل وتعد ذات دور بالغ الأهمية في تحويل فكرة الميتافيرس إلى حقيقة.

تقنيات مهدّت الطريق أمام ابتكار الميتافيرس

  1. أدوات الواقع الافتراضي VR والواقع المدمج AR

بالنسبة لزوار الميتافيرس، فإن أول تساؤل يتبادر إلى أذهانهم عادة ما يكون عن الأجهزة التي يحتاجوها لمعايشة التجربة الجديدة، وهنا يرد ذكر نظارات الواقع الافتراضي VR شائعة الاستخدام خاصة من قِبل محبي ألعاب الفيديو، والتي تم تطويرها خلال الأشهر الأخيرة إلى إصدارات خفيفة الوزن لا تكاد تختلف في مظهرها عن النظارات الشمسية العادية.

لكن النظارات ليست الأدوات الوحيدة ذات الفضل في تسهيل الوصول إلى الميتافيرس، فهناك سماعات رأس تكون مدمجة أحياناً مع النظارات وتكون منفصلة عنها في أحيان أخرى. كذلك يستفيد رواد الميتافيرس من قطع ملابس خاصة بمحاكاة العالم الافتراضي الجديد، أبرزها بدلة إلكترونية بوسعها ربط المستخدمين بالميتافيرس حركياً، حتى يتمكنوا من الاستفادة من عناصر تتجاوز الرؤية والسمع.

2. الذكاء الاصطناعي AI

عرف مستخدمو الإنترنت الذكاء الاصطناعي لعقود عدة حتى الآن، فهو الذي سهل عمليات الأتمتة وأفسح المجال لظهور الأجهزة الذكية على اختلاف أنواعها وأشكالها، بدءاً من الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي التي تعتمد على خوارزميات ذاتية التعلم إلى أجهزة المساعدة الذكية والروبوتات التي تتواجد الآن في المنازل والمكاتب والمدارس والجامعات والمطاعم ووسائل المواصلات وغيرها.

تلعب تقنيات الذكاء الاصطناعي دور البنية التحتية للميتافيرس، إذ تعمل على معالجة كمّ هائل من البيانات كبيرة الحجم، من صور متحركة وأصوات وغيرها في عالم الميتافيرس متعدد الأبعاد، ويضمن الذكاء الاصطناعي القيام بذلك بسرعة فائقة تضمن ديمومة واستمرارية تدفق المعلومات عبر العالم الافتراضي. هكذا، يسمح الذكاء الاصطناعي ببناء كيانات لا نهائية في الميتافيرس، ويُمكّن الأفراد من بناء شخصيات موازية لهم في العالم الافتراضي، شخصيات يتمتع كل منها بذاكرة غير محدودة وبقدرة معالجة بيانات تكاد تضاهي قدرات العقل البشري.

3. انترنت الأشياء IoT

يُعرف انترنت الأشياء بأنه البروتوكول الذي يسمح بالتواصل بين الأجهزة على اختلافها عبر الإنترنت. فالتواصل بين الكمبيوتر والسماعات وغيرها يمنح المستخدمين القدرة على التحكم بعدة أدوات في آن.

أثناء التجول عبر الميتافيرس، يحتاج المستخدم للربط بين النظارة والسماعة والمستشعرات الذكية وغيرها من الأدوات التي تمكنه من التفاعل عبر العالم الافتراضي، وهنا يأتي دور انترنت الأشياء.

4. شبكات الجيل الخامس 5G

على الرغم من التقدم الكبير الذي شهدته شبكات الإنترنت خلال الأعوام الخمسة عاماً الماضية، إلا أن الحصول على سرعة اتصال فائقة بالشبكة تمكّن من تبادل كمّ هائل من المعلومات لم يكن متاحاً قبل شبكات الجيل الخامس 5G، فقد مهّدت الطريق أمام عدد من أحدث التقنيات، بما فيها الميتافيرس.

5. تقنية البلوكتشين والعملات الرقمية

أخيراً، وبما أن الميتافيرس يعد بتوفير مختلف التجارب عبر الفضاء الافتراضي، فكان لا بد لمطوريه من الاستفادة من نظام البلوكتشين المالي الرقمي، خصوصاً بعد تعدد تجارب العملات الرقمية، لتوفير نظام مالي يسهّل عمليات بيع وشراء المنتجات والتجارب المتاحة عبر الميتافيرس.

خلال الأشهر القليلة الماضية، وصلت المبيعات العقارية أكبر عشر برمجيات متخصصة في الميتافيرس إلى ما يقارب 1.9 مليار دولار.