شهدت الأسهم الآسيوية بداية ضعيفة يوم الاثنين، في ظل عطلة يوم الرؤساء في الولايات المتحدة التي أدت إلى تباطؤ التداول، وكذلك قبيل الكشف عن مؤشرات رئيسية للتضخم قد تزيد من خطر استمرار نهج زيادة معدلات الفائدة لفترة أطول.

وكانت للتوترات الجيوسياسية وجود أيضاً، فمع إطلاق كوريا الشمالية مزيداً من الصواريخ والحديث عن تصعيد روسيا لهجماتها في أوكرانيا قبيل حلول الذكرى السنوية الأولى للغزو يوم الجمعة.

يأتي هذا وسط تقارير تتحدث عن عزم البيت الأبيض فرض عقوبات جديدة على روسيا، كما حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بكين يوم السبت من عواقب وخيمة إذا قدمت دعماً مادياً إلى موسكو.

كل ذلك أدى إلى بداية حذرة لمؤشر إم أس سي آي للأسواق الناشئة -المؤشر الأوسع نطاقاً لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان- مسجلاً أداء مستقراً إلى حد كبير بعد انخفاضه بنسبة 2.2 في المئة الأسبوع الماضي، وانخفض مؤشر نيكي الياباني 0.2 في المئة ومؤشر كوريا الجنوبية 0.4 في المئة.

وتراجعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.2 في المئة، بينما خسرت العقود الآجلة في ناسداك 0.3 في المئة، ولامس مؤشر ستاندرد آند بورز أدنى مستوى له في أسبوعين يوم الجمعة، حيث أشارت سلسلة من الأخبار الاقتصادية القوية في الولايات المتحدة إلى أن الاحتياطي الفدرالي قد يقدم على المزيد من زيادات معدل الفائدة حتى بعد رفع 450 نقطة أساس في 11 شهراً.

وأشار المحللون في بنك أوف أميركا إلى أن «هذا هو أكبر تشديد من جانب بنك الاحتياطي الفدرالي منذ عقود، وسجلت مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة أعلى مستوياتها على الإطلاق، فيما البطالة عند أدنى مستوياتها منذ 43 عاماً، مع إضافة أكثر من 500 ألف وظيفة جديدة في يناير كانون ثاني، هذا إلى جانب ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك ومؤشر أسعار المنتجين»، مشددين على أن «هذا يعني أن مهمة الاحتياطي الفدرالي لا تزال بعيدة عن الاكتمال».

وحذر المحللون من أن الفشل المتكرر لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 على كسر المقاومة عند 4200 نقطة قد يؤدي إلى تراجع إلى 3800 نقطة بحلول 8 مارس آذار.

ورفعت الأسواق من توقعاتها بشأن السقف الذي سيتوقف عنده الاحتياطي الفدرالي عن زيادة معدل الفائدة إلى 5.28 في المئة، بينما ترى الأسواق أن أي تخفيضات حادة في معدل الفائدة لن ترى قبل أواخر هذا العام وخلال العام المقبل.

وقد أدت احتمالية زيادة الاحتياطي الفدرالي معدلات الفائدة إلى رفع عوائد سندات الخزانة ودعم الدولار الذي وصل إلى أعلى مستوى في ستة أسابيع لسلة من العملات الأسبوع الماضي.

وسجل اليورو 1.0676 دولار بعد أن لامس أدنى مستوى في ستة أسابيع عند 1.0613 دولار يوم الجمعة، بينما تراجع الدولار عن أعلى مستوى في شهرين مقابل الين عند 134.34.

وينتظر المستثمرون بفارغ الصبر كلمة رئيس بنك اليابان الجديد كازو أويدا يوم الجمعة، وتوجهه إزاء سياسة التحكم في منحنى العائد وسياسة فائقة السهولة.

وقد يؤدي أي تلميح بشأن نهاية مبكرة لسياسة التحكم في منحنى العائد إلى ارتفاع الفائدة على مستوى العالم ودفع الين للارتفاع، لذلك يفترض المحللون أن أويدا سيكون حريصاً على عدم إخافة الأسواق.

ولم تكن الفائدة المرتفعة والدولار القوي أمراً جيداً للذهب الذي سجل 1837 دولاراً للأوقية، وليس بعيداً عن أدنى مستوى في خمسة أسابيع عند 1807 دولارات.

وكانت أسعار النفط تحاول الاستقرار بعد أن تراجعت نحو 4 في المئة الأسبوع الماضي، وسط إشارات على وفرة المعروض والمخاوف بشأن الطلب المستقبلي.

وصعد برنت 14 سنتاً إلى 83.14 دولار للبرميل، في حين صعد الخام الأمريكي 15 سنتاً إلى 76.49 دولار.

(رويترز)