قال الرئيس التنفيذي لبنك «جي بي مورغان»، جيمي دايمون، إن الأزمة المصرفية الناجمة عن انهيار بنكي «سيليكون فالي» و«سيغنتشر»، عززت احتمالات حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة الأميركية.

وفي أول مقابلة له منذ انهيار بنك «سيليكون فالي»، قال ديمون «إن الاضطرابات الأخيرة في النظام المالي تعزز إمكانية حدوث ركود قريب، على الرغم من قوة النظام المصرفي».

وأضاف «نحن نرى التباين بين تخفيض الإقراض والتراجع قليلاً. لكن في حين أن الفوضى المصرفية لا تفرض الركود على الواقع، لكنه بالفعل ركود».

كانت وزيرة الخزانة الأميركية للجنة المالية بمجلس الشيوخ، جانيت يلين، قالت مؤخراً إن «وقوع البنوك تحت هذا الضغط سيزيد من ترددها في الإقراض» وأضافت «قد يتسبب هذا في مواجهة مخاطر اقتصادية كبيرة».

منذ أيام، قال ديمون في رسالته السنوية، إن الأزمة المصرفية الناجمة عن الانهيارات الأخيرة للبنوك لم تنتهِ بعد، وسيظل تأثيرها ملموساً في الاقتصاد لسنوات قادمة.

وحث دايمون المشرعين على التفكير الجيد قبل فرض المزيد من القواعد التنظيمية، وقال إن «أي أزمة تتسبب في تدمير ثقة الأميركيين بمصارفهم تؤثر على كل البنوك، وهي حقيقة معروفة من قبل وقوع الأزمة».

كما سخر من إمكانية استفادة البنوك الكبرى من هذا الانهيار، قائلاً «في حين استفادت البنوك الكبرى بالفعل من أزمة المصارف تلك بسبب تدفق ودائع المؤسسات الصغيرة، إلا أنه اعتبار أن فكرة الانهيار كانت مفيدة لهم بأي شكل من الأشكال هي فكرة سخيفة».

تحذيرات مماثلة

يتشابه حديث ديمون مع تحذيرات الخبير الاقتصادي العالمي ستيف هانكي، إذ حذّر من حالة الركود التي قد يواجهها الاقتصادي الأميركي قريباً.

وكان هانكي قد وجّه انتقادات لميزانية العام المالي 2024 التي أعلنها البيت الأبيض في وقت سابق قائلاً إن «ميزانية الرئيس الأميركي بايدن لعام 2024 تهدف إلى رفع الضرائب على الأميركيين بفارق ضخم يبلغ 4.7 تريليون دولار، لذلك فبحلول نهاية فترة رئاسته سيكون دافعو الضرائب الأميركيون قد أفلسوا تماماً».

في مارس آذار الماضي، مرّ القطاع المصرفي بأقسى فترة له منذ الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008، إذ انهار بنك «سيليكون فالي»، وهو أحد أهم المقرضين لقطاع التكنولوجيا بعد عمليات سحب سريعة قام بها المودعون قبل تدخّل المسؤولين الأميركيين.

وبعد أسبوع من انهياره، أُغلق بنك «سيغنتشر»، ودُعم بنك «فيرست ريبابليك»، خوفاً من انهياره.

وتتزايد المخاوف عالمياً من تكرار سيناريو الأزمة المالية لعام 2008 التي بدأت آنذاك في القطاع المصرفي الأميركي فقط، لكنها امتدت لتتحول إلى ركود اقتصادي هو الأعمق منذ الكساد الكبير. ومن هنا، أثار انهيار بعض البنوك حالة من الذعر في الأسواق، مُعيداً للأذهان إفلاس بنك « ليمان براذرز».

كتبت- نيكون غودكايند (CNN)