كشفت منصة تأجير العقارات عبر الإنترنت “إير بي إن بي” (Airbnb)، أمس الثلاثاء، عن تفاوت واضح في إتمام الحجوزات من عملائها ذوي البشرة البيضاء، مقارنةً بنظرائهم من أصحاب البشرة الداكنة.
جاءت تلك النتائج على خلفية المبادرة التي أطلقتها الشركة لكشف ومعالجة التمييز العرقي على منصتها.
قالت الشركة إن هناك تفاوتًا ملحوظًا فيما يخص خبرات مستخدميها خلال عام 2021 بسبب الهوية العرقية، على الرغم من تحقيق معدلات نجاح تفوق 90% من عمليات الحجز، وقد بلغت الحجوزات الناجحة من ذوي البشرة البيضاء 94.1%، مقابل 91.4% من أصحاب البشرة الداكنة، أمّا المستخدمون ذوو الأصول الآسيوية واللاتينية فقد استقر معدل نجاح حجوزاتهم في نفس النطاق.
وعبر جاناي إنجرام، مدير برامج شركاء المجتمع بشركة “إير بي إن بي”، عن رفضه لذلك التفاوت الواضح، قائلًا: “بالطبع لا نقبل شيئًا كهذا، ونفعل الكثير لنجد حلًّا”.
وهذه النتائج جزء من مشروع الشركة الذي أطلقته عام 2020، تحت اسم “المنارة”Project) Lighthouse)، ويهدف لجمع البيانات حول التفاوتات العرقية في خدمتها بالشراكة مع “كولور أوف تشينج”، والتي تُعد أكبر منظمة أمريكية لرصد التمييز العرقي على الإنترنت، وبدعم من منظمات أمريكية أخرى للحقوق السياسية والمدنية مثل “إن إيه إيه سي بي” (NAACP) ومنظمة النهوض بالعدالة الآسيوية الأمريكية Asian Americans Advancing) Justice).
لم تكن جهود “إير بي إن بي” خلال السنتَين الماضيتَين من فراغ، إذ تعرّضت الشركة لتحقيقات متكررة بهذا الصدد. وكشفت دراسة لجامعة هارفارد في عام 2015 أن مالكي الوحدات السكنية والذين يؤجرونها عبر “إير بي إن بي” لا يميلون إلى تأجير عقاراتهم للعملاء ذوي الأسماء التي تنم عن هويتهم الإفريقية.
وفي العام الذي يليه واجهت الشركة دعوى قضائية تتهمها بالتمييز العنصري خلال عملية التسكين، إلا أن قاضيًا فيدراليًّا أجهض تلك الدعوى. وفي عام 2019 قامت الشركة بتسوية دعوى قضائية رفعتها مجموعة من السيدات ذوات بشرة داكنة في ولاية أوريغون الأمريكية، يتهمن الشركة بأن عملاءها يعانون من التمييز العرقي.
وقالت الشركة إن البيانات التي جمعتها من خلال ذلك المشروع ستساعدها في مسعاها للحد من التمييز العرقي ضد عملائها، حيث أكّد “إنجرام” أنه لا يمكن إصلاح ما لا يمكن قياسه.
واتخذت الشركة عددًا من الخطوات خلال السنوات الماضية للحد من التمييز العرقي، مثل إخفاء صور ملفات العملاء قبل التمكن من الحجز، وزيادة عدد المستخدمين المسموح لهم بالحجز مباشرة من دون موافقة المؤجر، وفحص ومراجعة حالات رفض المؤجرين للتأجير.
كما كشفت الشركة أن المستأجرين الذين تتضمن صفحاتهم مجموعة أكبر من تعلقيات وآراء المؤجرين ينجحون بشكل أكبر في عمليات الحجز، ووجدت كذلك أن المستخدمين من أصحاب البشرة البيضاء أو من الآسيويين تزخم صفحاتهم بأعداد أكبر من هذه التعلقيات؛ لهذا تخطط الشركة لتسهيل استقبال التعليقات والآراء لكل مستخدميها في محاولة منها لتحسين خبرة مستخدميها من ذوي الأصول الإفريقية واللاتينية.