يواجه أكثر من 150 مليون شخص في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأميركية إمكانية ظهور واقع جديد، وهو الحياة بدون تطبيق تيك توك.

وكان تطبيق الفيديوهات القصيرة الشهير في قلب معركة مستمرة، إذ دعا المشرعون إلى حظر تام، وتصور الشركة نفسها على أنها مساحة مجتمعية مهمة ومنصة تعليمية وترفيهية فقط.

وفي هونغ كونغ ليست هناك حاجة لتخيل هذا الواقع، إذ أوقف تيك توك خدماته هناك في عام 2020.

قوبل رحيله المفاجئ بردود فعل متباينة، فمن ناحية كانت هناك خيبة أمل لدى بعض المستخدمين ومنشئي المحتوى، لكن كان هناك أيضاً ارتياح من الآخرين الذين يقولون إن الحياة أفضل بدون التطبيق ذي التمرير اللانهائي.

وحتى وقت خروجه من هونغ كونغ تمتع تيك توك بحضور متواضع نسبياً في المدينة، ولم يكن واسع الانتشار كما هو الحال في الولايات المتحدة اليوم.

لكن ردود الفعل المتنوعة على رحيله والطريقة التي تحول بها المستخدمون إلى منصات أخرى أو حتى مجتمعات غير متصلة بالإنترنت في الحياة الواقعية تُقدم للأميركيين لمحة عن مستقبلهم المحتمل بدون تيك توك.

فرص ضائعة

أعلنت تيك توك خروجها من هونغ كونغ في يوليو 2020، بعد أسبوع من فرض الصين قانون الأمن القومي المثير للجدل في المدينة، وجاء القرار في الوقت الذي حاول فيه التطبيق إبراز استقلال شركة بايت دانس المالكة للتطبيق عن الحكومة الصينية في مواجهة الضغط المتزايد في الولايات المتحدة في ظل إدارة ترامب.

كما يعد تيك توك منصة تجارية من الطراز الأول، وهي إحدى الحجج الرئيسية التي قدمها تيك توك خلال الأسابيع الأخيرة في الولايات المتحدة، وفي مارس آذار بينما كان الرئيس التنفيذي للشركة يستعد للإدلاء بشهادته أمام الكونغرس أنتج تيك توك سلسلة وثائقية تسلط الضوء على أصحاب الأعمال الصغيرة في الولايات المتحدة الذين يعتمدون على التطبيق بشكل أساسي لكسب عيشهم.

وقالت شركة تيك توك في مارس آذار إن المنصة تُستخدم من قبل ما يقرب من خمسة ملايين شركة في الولايات المتحدة، وتوقعت شركة أوميديا المتخصصة في أبحاث السوق في نوفمبر تشرين ثاني أن تتجاوز عائدات إعلانات تيك توك عائدات إعلانات الفيديو في ميتا -المالكة لفيسبوك وإنستغرام- ويوتيوب مجتمعتين بحلول عام 2027.

ويعود هذا جزئياً إلى أن الأشخاص يقضون وقتاً أطول على تيك توك، في الربع الثاني من عام 2022 أمضى مستخدمو تيك توك على مستوى العالم ما متوسطه 95 دقيقة يومياً على التطبيق، وفقاً لشركة تحليلات البيانات سينسور تاور ما يقرب من ضعف الوقت الذي يقضيه المستخدمون على فيسبوك وإنستغرام.

وقفزت منصات أخرى في هونغ كونغ لملء الفراغ الذي خلفه خروج تيك توك من الصورة، وتحظى ميزة ريلز للفيديوهات القصيرة من إنستغرام بشعبية كبيرة في هونغ كونغ لاحتوائها على ميزات مشابهة لتيك توك مثل التصفح اللانهائي.

مخاوف بشأن تأثير تيك توك على الأطفال

لكن بالنسبة لبعض الناس كان رحيل تيك توك تغييراً مرحباً به.

لطالما شعر الخبراء بالقلق بشأن تأثير تيك توك على الصحة العقلية للشباب والمراهقين، حيث زعمت إحدى الدراسات أن التطبيق قد يعرض محتوى ضاراً محتملاً متعلقاً بالانتحار واضطرابات الأكل للمراهقين في غضون دقائق من إنشاء حساب.

واستجابة للضغط المتزايد أعلن تيك توك مؤخراً عن حد زمني مدته ساعة واحدة يومياً للمستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً، على الرغم من أن المستخدمين سيكونون قادرين على إيقاف تشغيل هذا الإعداد الافتراضي.

كتبت- جيسي يونغ (CNN)