لا تقتصر معارك روسيا الأخيرة على ما يجري ميدانياً في أوكرانيا، بل تزداد توسعاً لتشمل عالم التكنولوجيا والتقنيات، وذلك بتأثير من العقوبات الغربية المتزايدة.. آخر تلك التوسعات خطط لتطوير هواتف ذكية روسية الصنع.

بحسب إعلان للصحافة الروسية، تحدث ألكساندر كالينين، المسؤول عن المؤسسة الوطنية للكمبيوتر، عن خطط روسية لتصنيع هواتف ذكية، لتعويض النقص في توافر الهواتف الذكية خلال العام الماضي.

تهدف خطة الاكتفاء الذاتي الروسي لتسخير 10 مليارات روبل روسي، أي ما يُقارب 133 مليون دولار أميركي، لتصنيع نحو 100 ألف جهاز بنهاية عام 2023.

كما تأمل المؤسسة الوطنية للكمبيوتر -بحسب تصريحات مديرها- الاستحواذ على ما يقارب 10 في المئة من سوق استهلاك الأجهزة الذكية في البلاد بحلول عام 2026.

يأتي هذا الإعلان بعد شهر من إعلان رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين عن تركيز بلاده على إنتاج برمجيات بديلة لنظيراتها الغربية.

رد على الحظر الأميركي

حتى عام 2021، كانت روسيا سادس أكبر دولة في العالم من حيث استخدام الهواتف الذكية بنسبة تجاوزت 70 في المئة من السكان، بحسب بيانات موقع Statista.

لكن حديث كالينين عن خوضِ روسيا عالمَ صناعة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية المزودة بنظام أندرويد أثار تساؤلات عن مدى جديّة الخطة الروسية، خصوصاً أنها جاءت بعد أيام قليلة فقط من إعلان وزارة التجارة الأميركية حظر تصدير الهواتف والأجهزة الذكية التي يزيد سعرها على 300 دولار إلى روسيا.

كذلك كانت شركة أبل قد منعت تصدير أجهزتها إلى روسيا بعد أيام قليلة فقط من اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا في فبراير شباط 2022، تبعتها شركة سامسونغ الكورية الجنوبية، وهما الشركتان المُصنِّعتان للهواتف الأكثر شعبية في روسيا.

الخلاف مع ألفابت

استمرّت معارك روسيا مع شركات التقنيات الغربية غداة الحرب، فرفعت الدائرة الاتحادية لرقابة الاتصالات الحكومية في روسيا قضايا ضد ست شركات أميركية في مايو أيار من العام الماضي، منها ألفابت، الشركة الأم لـ«غوغل».

نجحت روسيا حينها في تغريم “غوغل” أكثر من 300 مليون دولار أميركي، وهو ما يزيد الشكوك حول قدرتها على استخدام نظام التشغيل أندرويد في هواتفها المزمع تطويرها في حال عدم تسوية الخلافات القائمة.

جديّة الخطة الروسية تواجه تساؤلات أخرى متعلقة بقدرة روسيا على خوض غمار تجربة اقتصادية جديدة أثناء الحرب التي تستنزف مواردها منذ أكثر من سنة، خصوصاً في ظل توافر البدائل الصينية من تطوير شركات حصلت منتجاتها على شعبية عالمية مثل هواوي وشاومي.

تجارب روسية سابقة

بعد أسابيع على بداية الحرب في فبراير شباط 2022، دعت الحكومة الروسية مواطنيها إلى التوقف عن استخدام أجهزة أبل التي تعمل بنظام التشغيل IOS، وطلبت منهم بدلاً من ذلك استخدام هاتف محمول مطوّر محلياً باسم Ayya T1، مؤكدة أنه يحميهم من التجسس واطلاع الشركات الغربية على معلوماتهم، كما تحدّثت وسائل إعلام روسية عن خطط لإطلاق أجهزة محملة بمعالجات وبرمجيات روسية الصنع، دون أن تحقق شعبية خارج حدود روسيا حتى الآن.