بعد أيام من إعلان الصين ميزانيتها العسكرية المرتفعة، ونيتها استمرار الضغوط على تايوان، كشفت الولايات المتحدة الأميركية أيضاً، عن أكبر ميزانية عسكرية لها في وقت السلم.

تضمنت الميزانية العسكرية للولايات المتحدة الأميركية، خطة إنفاق تبلغ نحو 842 مليار دولار، حسب ما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الخميس.

وبذلك فإن مخصصات وزارة الدفاع الأميركية زادت بنحو 26 مليار دولار، بما يعادل نسبة 3.2 في المئة مقارنةً بالعام الماضي، عمّا خصصه الكونغرس في السنة المالية الحالية بنحو 816 مليار دولار.

يأتي ذلك بعدما كشفت الصين في مسودة تقرير الميزانية الصادرة يوم الأحد، عن قفزة كبيرة في ميزانيتها العسكرية السنوية لعام 2023 إلى ما يقرب من 1.55 تريليون يوان (أي ما يعادل نحو 224 مليار دولار).

التوتر بين واشنطن وبكين

حينما أعلنت الصين عن ارتفاع ميزانيتها العسكرية، فإنها وصفتها بـ«المعقولة»، مقارنة بميزانية الولايات المتحدة، كجزء من محاولتها التأكيد أنها قوة سلمية.

لكن الميزانية الأميركية للعام 2024 التي أعلن عنها بايدن، أعطت الأولوية للصين باعتبارها المنافس السريع الرئيسي للولايات المتحدة، بما يتماشى مع استراتيجية الدفاع الوطني 2022، التي تركز بشكل أساسي على الحاجة إلى تقوية الردع الأميركي واستدامته أمام الصين.

كما تعزز التركيز على التعاون مع شبكة متنامية من حلفاء وشركاء الولايات المتحدة بشأن الأهداف المشتركة؛ ما يعكس تفاقم التوتر بين واشنطن وبكين.

لذلك، فإن الميزانية الأميركية للسنة المالية التي ستبدأ في أكتوبر تشرين الأول، ستمكّن وزارة الدفاع أيضاً من مواجهة التهديدات المستمرة الأخرى، بما في ذلك، تلك التي تشكلها كوريا الشمالية وإيران.

بدورها، فإن الميزانية العسكرية الصينية ارتفعت للعام الثاني على التوالي، إذ تجاوز الإنفاق العسكري نسبة 7.1 في المئة العام الماضي مقارنة بالعام الذي سبقه، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية وسباق التسلح الإقليمي.

الطائرات الأميركية أم الأسطول البحري الصيني؟

تعكس الميزانية الأميركية، معرفة الولايات المتحدة أهمية تعزيز قوة أسطولها البحري، لمواجهة المخاطر، في الوقت الذي تنافس فيه أسطول الصين البحري.

تموّل الميزانية الأميركية للعام 2024، مشتريات مزيج من الطائرات المأهولة ذات القدرات العالية، إضافة إلى الاستمرار في تحديث المقاتلات الميدانية، والقذائف، وطائرات التدريب.

كما تعمل الميزانية على تسريع عملية التطوير والمشتريات من الطائرات المقاتلة غير المأهولة، وتوفر أسطولاً لمواجهة التهديدات المستقبلية، مع تقليل تكاليف التشغيل.

وقال بيان الميزانية الأميركية إن ذلك سيعزز قوات الردع في المحيطين الهندي والهادئ، وسيدعم أوكرانيا والحلفاء الأوروبيين.

أما الصين التي تمتلك أكبر بحرية في العالم من حيث الحجم، فهي تواصل تطوير أسطولها من الغواصات النووية والطائرات المقاتلة.

أهداف الميزانيات العسكرية الضخمة

كان المعهد الدولي للبحث حول السلام في ستوكهولم، قد أفاد أن الولايات المتحدة تخصص أكبر نفقات عسكرية عالمياً، بحسب آخر الأرقام المتوفرة لديه في عام 2021، لكن الميزانية المعلنة حديثاً، كانت الكُبرى على الإطلاق.

وأوضح بيان الميزانية أنها تهدف لدعم وجود جيش جاهز وقادر على الاستجابة الفورية لمواجهة التحديات، مشيراً إلى ضرورة توسيع القدرة الإنتاجية للقاعدة الصناعية لضمان قدرة الجيش على تلبية الاستراتيجية، ومطالب الذخائر الحرجة.

بينما جاء الارتفاع السنوي في الإنفاق العسكري الصيني طفيفاً عن العام الماضي، إذ كانت نسبته نحو 7.1 في المئة، لكنها واجهت اتهامات تايوانية برفع الميزانية استعداداً لاجتياح الجزيرة.

يظل السؤال مطروحاً بشأن الخلافات الأميركية الصينية، فالميزانيات العسكرية الضخمة جاءت بعد أسابيع من إجراءات وصِفت بالتصعيدية، إذ كشفت واشنطن عن صفقات أسلحة جديدة مع تايوان بنحو 619 مليون دولار.

يأتي ذلك في الوقت، الذي حذَّر فيه وزير الخارجية الصيني الجديد تشين غانغ، من حتمية الصراع والمواجهة مع الولايات المتحدة، إذا لم تغير واشنطن موقفها تجاه تايوان.